اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بقضية حزب (نداء تونس) ودور المعارضة فيها، والتهديدات الأمنية في الجزائر، والحوار السياسي في موريتانيا. ففي تونس، تطرقت الصحف للصراع داخل (نداء تونس) في ضوء خطاب إلى الأمة تقدم به رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، مؤخرا، خصص فيه حيزا واسعا لموضوع (النداء) الذي يعيش حالة صراع حادة بين قيادييه، وموقف المعارضة التي اعتبرت هذا الخطاب غير دستوري، خاصة في جانبه المتعلق بأزمة الحزب الذي أسسه قبل أن يتولى مقاليد حكم البلاد. وقالت صحيفة (الضمير) إن خطاب الباجي قايد السبسي جاء ليؤكد صحة تخوفاته حيث توالت احتجاجات بعض أطراف المعارضة التي اتهمته ب"التعدي على الدستور"، واعتبرت أنه استغل صفته كرئيس لجميع التونسيين مخصصا جزءا من خطابه لإطلاع الشعب على فحوى مبادرته المتعلقة بمعالجة الأزمة الداخلية للحزب الذي أسسه وأوصله إلى الحكم. ورأت أنه من الواضح أن المعارضة "تريد أن تستثمر شبهة مخالفة رئيس الدولة للدستور"، متسائلة عمن المستفيد من انشقاق حزب (نداء تونس) أو تراجع وزنه السياسي، ومن في المعارضة قادر اليوم على توظيف أزمة هذا الحزب لصالحه. وكتبت صحيفة (الصباح)، في افتتاحيتها، أنه بعيدا عن العودة إلى الجدل المثير بشأن خطاب رئيس الجمهورية سواء في توقيته أو في ما تضمنه من رسائل متباينة بين من اعتبره واعيا بحجم الخطر المحدق بالبلاد وبين من اعتبره "مخيبا للآمال وعنوانا للفشل الذريع في هذه المرحلة"، (...) فإن ما يجب إثارته هو موقع أحزاب المعارضة. وأوضحت أن هذه الأحزاب لم تخرج بدورها عن "التذبذب والضياع وكأنها تصر على البقاء على الهامش أو كأنها مقتنعة بأنه لا يمكنها أن تطور عقليتها ومخططاتها وطروحاتها لتتماشى ومتطلبات روح العصر والتحديات الراهنة". جريدة (الصحافة) عادت لمبادرة الرئيس الباجي قايد السبسي المتعلقة بتشكيل لجنة من 13 شخصية تنكب على "حلحلة" أزمة النداء، مقللة من هذه المبادرة، ومفيدة بأن أغلب المتابعين "لا يرون فيها الحل السحري لمشاكل الحزب، بل مجرد كرة أخرى ألقيت في ملعب لا يعلم أحد نتيجة مباراته، لكن الجميع متأكد أن النتيجة لم يعد لها أي تأثير في سباق البطولة". وفي الجزائر، اهتمت الصحف بالتهديدات الإرهابية في ضوء اكتشاف كمية من المتفجرات تزن 16 قنطارا في بومرداس (50 كلم قرب الجزائر العاصمة)، حيث أوضحت صحيفة (الخبر) أن اكتشاف هذه الكمية جاء بناء على معلومات تفيد بوجود مستودع لمواد تدخل في صناعة المتفجرات في منطقة أولاد امحمد، لتشرع مصالح الجيش، منذ أزيد من أسبوع، في عملية تمشيط وبحث في المنطقة باستعمال الجرافات، ما أسفر عن العثور على "أسمدة فلاحية" تدخل في صناعة القنابل، محفوظة داخل براميل بلاستيكية تحت الأرض. وفي سياق الحرب على الإرهاب، أوردت الصحيفة ذاتها أن الأوضاع الأمنية التي تعيشها كل من سورية ومصر، دفعت بالسلطات الجزائرية إلى تقليص وبشكل ملموس، عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني هذين البلدين، وذلك في إطار ترتيبات أمنية للتصدي لأي محاولات تسلل لحساب عناصر إرهابية أو شبكاتها تستهدف ضرب الاستقرار. وذكرت صحيفة (المحور اليومي) أن قوات الأمن المشتركة بالحدود الجنوبية مع دول الجوار قامت بالرفع من جاهزية وحداتها الأمنية، بإعلان حالة الاستنفار عبر العديد من نقاط تمركز أساسي بولايتي تمنراست وأدرار، بهدف التصدøي لخطر عناصر من تنظيم (داعش) ينوون التسلل نحو الجزائر، وفق المعلومات الأولية المتوفøرة. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني رفيع المستوى أن السلطات العسكرية العليا بالبلاد، قرøرت، خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، نشر ما يزيد عن 50 ألف عسكري مدعومين بوحدات من حرس الحدود وكتائب الدرك الوطني، لتقويض نشاط الإرهاب والجريمة المنظøمة العابرة للقارات. ومن جهة أخر، تناقلت الصحف الأحداث التي واكبت التصويت على مشروع قانون المالية داخل الغرفة السفلى للبرلمان، حيث كان هناك احتجاجات وشجارات وتشابك بالأيدي علقت عليها صحيفة (الشروق) بأن المواطنين اهتموا بشجار النواب أكثر من الزيادة في الأسعار. أما صحيفة الفجر فتساءلت، في عمود لمديرة نشرها، عما إذا كانت هذه الأحداث حملة انتخابية مسبقة تحت قبة البرلمان، أم هي فقط مهزلة تعكس الحقيقة في هذه المؤسسة التي كان من المفروض أن تكون قلعة من قلاع الديمقراطية، خالصة إلى أن ما حدث في الغرفة السفلى "ما هو إلا تعبير عن حقيقة ممثلين لم يخترهم الشعب". وفي موريتانيا، شكلت موافقة غالبية الأحزاب، المنضوية تحت لواء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض، الدخول في حوار مع الحكومة والأغلبية الداعمة لها، الموضوع الأبرز الذي تناولته الصحف. فقد أفادت مجموعة من الصحف بأن لقاء أوليا مباشرا سينعقد، اليوم بنواكشوط، بين الأمين العام لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد الأغظف والرئيس الدوري للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أحمد سالم ولد بوحبيني، بحضور ممثلين عن الأغلبية والحكومة والمنتدى. وتوقعت أن يشكل هذا اللقاء بداية "تفكك" بين أطياف المنتدى المعارض بسبب رفض بعض الأحزاب المشكلة للقطب السياسي للمنتدى عقد هذا اللقاء مع ولد محمد الأغظف. وفي ذات السياق، ذكرت بإعلان أحزاب تكتل القوى الديمقراطية والاتحاد الوطني للتناوب الديمقراطي (ايناد) وطلائع قوى التغيير الديمقراطي التي اعتبرت أن اللقاء المرتقب مع بعض أحزاب المنتدى لا يمثل رأي هذا الأخير. وأوضحت الأحزاب الثلاثة أن قرارات المنتدى لا يمكن أن تتخذ إلا بالإجماع المطلق وأنه "بما أن الاتصال بالحكومة لم يكن محل إجماع، فإن هذا اللقاء لا يعبر عن موقف المنتدى". وفي هذا الصدد، كتبت جريدة (الصحيفة) أن انقسام المنتدى يطرح تساؤلات عديدة حول مصير المعارضة في موريتانيا من جهة، وطبيعة الحوار السياسي المرتقب من جهة أخرى، والذي تؤكد الحكومة أنها ماضية في تنظيمه بمن حضر. وقالت الصحيفة إن المراقبين يرون أنه مع قبول ثلاثة أحزاب وازنة وهي اتحاد قوى التقدم وحاتم والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذي المرجعية الإسلامية والممثل في البرلمان، فإنه من المتوقع أن "يكون لهذا الحوار نوع من المصداقية وستنتج عنه قرارات هامة ربما تساهم في تسهيل التناوب الديمقراطي وتساعد على انتشال البلاد من أزماتها السياسية". وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف لمشاركة موريتانيا في قمة باريس حول التغيرات المناخية. فأبرزت الكلمة التي ألقاها الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام المشاركين في القمة، والتي أكد فيها التزام بلاده بتخفيض نسبة انبعاث الغازات الملوثة للبيئة بنسبة 22,3 في المائة في أفق 2030 ودعوته إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم يحد من الاحتباس الحراري في أفق 2020.