عادت المحاولات والمبادرات السياسية من جديد لتظهر في بلدان المغرب والجزائر وتونس، بهدف التمهيد لحل متفق عليه من لدن أطراف النزاع في ليبيا، حيث تكثفت الاتصالات واللقاءات، بعد فترة غير قصيرة من "الفراغ" التي تلت رحيل المبعوث الأممي، بيرناردينو ليون. وكان ليون قد أعلن في 9 أكتوبر الماضي، بمدينة الصخيرات، عن تشكيل حكومة وفاق وطني، بعد مرور عام من المباحثات بين الأطراف الليبية في أكثر من دولة، وهو ما رفضه طرفا النزاع في البلاد، فيما أكد المبعوث الأممي الجديد، مارتن كوبلر، ضرورة التوصل لاتفاق قبل نهاية العام. وتوقعت مصادر ليبية أن ينعقد لقاء جديد بين أطراف النزاع الليبي في المغرب، مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، بعد غياب دام بضعة أسابيع، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن توقع الأطراف الليبية المعنية على حكومة وفاق وطنية، بالتوقيع على وثيقة تسوية سياسية. وأما في العاصمة التونسية، فقد انعقد اجتماع ضم عددا من أعضاء مجلس النواب المعترف به دولياً، والمؤتمر الوطني المنحل، وخرجوا باتفاق سياسي ينص على اتخاذ مبادرة تروم التوصل إلى اتفاق شامل لحل الأزمة الليبية، فيما أكد المجتمعون على أهمية تعديل مسار الحوار، والوصول إلى اتفاق لحل الخلاف حول المسائل التشريعية. ووفق مصادر إعلامية تونسية، فإن أطراف النزاع الليبي، الذي دام شهورا عديدة منذ النهاية الدرامية للزعيم الراحل معمر القذافي، دعت إلى العمل على مواجهة الإرهاب والتطرف بصوره المتعددة، ووجهت نداء إلى رئاستي المجلس والمؤتمر، لعقد لقاء في أسرع وقت، للاتفاق حول نقاط الخلاف بين المؤسستين. وصرح أحمد العبود، المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب، بأن شعب ليبيا يأمل في أن يكون لدى مبعوث الأممالمتحدة الجديد رؤية واضحة لدفع أطراف النزاع في ليبيا إلى التوقيع علي مسودة الاتفاق السياسي، باعتبار أن المخرجات التي وضعها ليون كانت سبب الخلاف مع مجلس النواب في ليبيا. وفي الجزائر، أعلن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، يوم الأحد، عن استضافة بلاده الاجتماع الوزاري السابع لبلدان جوار ليبيا، يوم الثلاثاء المقبل، بهدف "الاطلاع على الوضع في ليبيا والمنطقة، وتحليل آخر التطورات". وصرح الوزير الجزائري بأن الاجتماع سيكون فرصة لبلاده، لتجديد دعمها للمسار الجاري تحت إشراف الأممالمتحدة، من أجل التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية كفيلة بضمان التسيير الجيد للمرحلة الانتقالية، وخوض مختلف التحديات التي تواجهها ليبيا وخصوصا الإرهاب".