شهدت ساحة المسيرة بوسط خريبكة، طيلة عشية الخميس، شدّا وجذبا بين مسؤولة بإدارة الجبايات بالمجلس الحضري وأعضاء جمعيةٍ دأبت على تنظيم مهرجان موسيقي بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بعدما تدخّلت المسؤولة الجماعية لتفكيك منصةٍ بدعوى عدم الحصول على رخصة لإقامتها وسط الساحة. يوسف بن النجار، رئيس "جمعية دروبنا"، وفي تصريحه لهسبريس، قال إن الجمعية وضعت لدى مصالح بلدية خريبكة، منذ 17 من الشهر الجاري، طلبا للحصول على ترخيص من أجل إقامة منصة بساحة المسيرة في إطار الدورة السادسة من "مهرجان دروبنا"، غير أنهم لم يتوصلوا بأي رد كتابي طيلة عشرة أيام من الانتظار. وأكّد يوسف أنه مباشرة بعد نصب المنصة، توصّل المنظمون بقرار المنع من المصالح البلدية، أي قبل ساعات قليلة من انطلاق المهرجان الموسيقي، حيث استقدمت المسؤولة عن الإدارة المعنية جرافة إلى الساحة، ملوّحة بهدم المنصة إذا لم يتكلف المنظمون بتفكيكها ونقلها إلى ساحة أخرى. واستنكر المتحدث إقدام المسؤولة على إرباك الترتيبات الأولى لانطلاق المهرجان المنظّم بمناسبة أعياد العرش والمسيرة والاستقلال، محمّلا إياها المسؤولية بسبب "غيابها وعدم تمكنهم من لقائها بمكتبها خلال زياراتهم المتكررة للبلدية"، ومشيرا إلى أن الالتزام مع ضيوف وجمهور المهرجان سيدفع المنظّمين إلى مسارعة الزمن من أجل نقل المنصة من ساحة المسيرة إلى ساحة أخرى محاذية للشارع المؤدي إلى عمالة الإقليم. في المقابل، أوضح الشرقي الغانمي، رئيس المجلس البلدي لخريبكة، في تصريح لهسبريس، أن "جمعية دروبنا" أرادت تنظيم نشاطها في المركب الثقافي، فتزامن ذلك مع موعد نشاط جمعية أخرى سبق أن حصلت على الترخيص، ما دفعهم إلى إجراء محاولات لتنظيم النشاط بساحة محاذية لأحد الأسواق الكبرى، غير أن بعض الأشغال حالت دون تمكنهم من الحصول على الترخيص، قبل أن يضعوا طلبا من أجل نصب المنصة بساحة المسيرة. وأضاف الغانمي أن المعنيين بالطلب حصلوا مبدئيا على ردّ شفوي يقضي بعدم إمكانية نصب المنصة في الساحة المذكورة، بسبب الضغط الذي تشهده في الفترات المسائية من أنشطة ترفيهية وباعة متجولين، قبل أن تتفاجأ المسؤولة عن إدارة الجبايات بإقدام الجمعية على وضع لافتات إشهارية وسط المدينة دون إذن من البلدية، مع إقامة المنصة، يوم الخميس، دون الحصول على الترخيص من المصالح المعنية، ما دفعها إلى التدخل لتطبيق القانون الجاري به العمل. ربيعة اطنينشي، المسؤولة عن إدارة الجبايات ببلدية خريبكة، وفي توضيحها لهسبريس، قالت إنها راسلت العمالة والباشوية في شأن نصب خيمة دون ترخيص، مضيفة أن منظمي المهرجان أقحموا السلطات المحلية والإقليمية في الموضوع، بادّعاء حصولهم على إذن شفوي من العمالة والباشوية، وهو ما تأكّدت المصالح البلدية من عدم صحته بإجراء اتصالات مع السلطات المحلية. وأبرزت المتحدثة نفسها أن باشا المدينة "تدخل بعدما توترت الأجواء واحتشد مجموعة من الشباب الغاضب، حيث أكّد على ضرورة تطبيق القانون والاستجابة لقرار منع نصب المنصة"، مشيرة إلى أن المصالح البلدية لا ترى مانعا من تنظيم التظاهرة الفنية في الملعب البلدي أو ساحة بئر أنزران أو أي فضاء آخر غير "المسيرة"، مع ضرورة احترام المؤسسات والتعامل معها في إطار القانون.