أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-ماري الأحد استقالتها بعد تعرضها لانتقادات شديدة بسبب موقفها من الثورة في تونس والانتفاضات في العالم العربي، مؤكدة أنها "لم تقصر في مهامها." وقالت اليو-ماري في رسالة تلقت فرانس برس نسخة منها "رغم شعوري بأنني لم أقصر في مهامي فقد قررت الاستقالة من منصب وزيرة الخارجية والشئون الأوروبية". وأضافت "أطلب منكم أن تقبلوا كتاب استقالتي". وتابعت: "منذ أسابيع أتعرض لهجمات سياسية و إعلامية شرسة من حقائق مضادة والتباسات، لخلق أجواء من الشك". وكانت اليو-ماري قد تولت هذا المنصب في منتصف نونبر الماضي بعد أن تولت حقائب عدة في الحكومة منذ 2002 وأضافت "منذ 15 يوما تتعرض أسرتي من قبل بعض وسائل الإعلام لمضايقات حقيقية في حياتها الخاصة. ولا يمكنني أن أقبل بأن يستخدم البعض هذا الأسلوب للايهام بأن سياسة فرنسا الدولية أصبحت ضعيفة". وأوضحت "لدي اعتبارات سياسية عالية لخدمة فرنسا لا تسمح لي بأن استخدم ذريعة لمثل هذه الحملة. وأكن لكم صداقة وإخلاصا لا يسمحان لي بالقبول بتأثر نهجكم على الساحة الدولية بأي شكل من الأشكال". ومنذ مطلع السنة ارتكبت اليو-ماري سلسلة من الهفوات بسبب عطلة نهاية السنة التي أمضتها في تونس في 2010 مع بدء انطلاق الثورة في هذا البلد، إضافة إلى عدة تصريحات أثارت جدلا ودعوات للاستقالة في صفوف المعارضة والغالبية الرئاسية على حد سواء. وقال مكتبها: إنها التقت الرئيس نيكولا ساركوزي بعد الظهر لتسلمه كتاب استقالتها. هذا واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد تعيين وزير الدفاع آلان جوبيه وزيرا للخارجية خلفا للوزيرة المستقيلة ميشال اليو ماري. وقال الرئيس الفرنسي "لقد قررنا إعادة تنظيم الوزارات المكلفة الدبلوماسية والأمن". وكانت ميشال اليو ماري أعلنت في وقت سابق استقالتها في رسالة إلى ساركوزي مشددة على أنها "لم تقصر" في مهمتها رغم الهفوات التي ارتكبتها بسبب إجازة أمضتها في نهاية 2010 في تونس وعرض التعاون البوليسي على نظام بن علي. كما اعلن الرئيس الفرنسي تعيين السناتور جيرار لونغيه وزيرا للدفاع خلفا لجوبيه وتعيين اقرب معاونيه كلود غييان وزيرا للداخلية والهجرة خلفا لبريس اورتوفو.