كشف شريط منسوب لتنظيم "الجبهة الشامية"، الذي يضم فصائل سورية مقاتلة معارضة للنظام السوري، عن أسر أربعة مقاتلين ينتمون لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الشهير إعلاميا بداعش، في ريف حلب، من ضمنهم مقاتل مغربي، يبدو أنه لم يكمل عقده الثالث، والذي اعترف بانتمائه للتنظيم الذي يقوده أبو بكر البغدادي، المتواري عن الأنظار منذ العام الماضي. وتقول "الجبهة الشامية"، التي تصف مقاتليها بالثوار، في شريط بث قبل ساعات، مدته دقيقة و37 ثانية، إنها أوقعت أول أمس الجمعة مقاتلي "داعش" في الأسر، على إثر "معركة تحرير قرية دلحة في ريف حلب"، وهي المعركة التي أوردت إنها جاءت بعد تفكيك الألغام التي زرعها "داعش" في المنطقة، قبل أن يتم "تحريرها بالكامل وغنيمة الأسلحة". وتوجه المصور، بعد حديث قيادي في "الجبهة الشامية" عن تفاصيل العملية، إلى الأسرى الأربعة، وفق ما تم نقله عبر الشريط، فقال أحدهم إنه يدعى أيوب، وقدم من المغرب، وينتمي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وحين سأله المصور عن سبب تواجده في سوريا أجابه: "قالوا لنا قاتلوا الكفار، وأنهم العلويون والشيعة". وتابع عضو "الجبهة الشامية" استنطاق المقاتل المغربي، الذي بدا مرتديا قميصا صيفيا أسود، ونظارة بصرية، مع لحية خفيفة، بقوله: "نحن أمامك نشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، هل نحن كفار؟ لماذا تقاتلنا؟"، فأجابه أيوب قائلا، بصوت خافت ممزوج بالخوف: "أنا لا يمكن أن أقتل مسلمين. أنتم إخوة مسلمون"، قبل أن يظهر الفيديو القصير باقي المعتقلين، والذين يبلغ أصغرهم 15 عاما. وانطلقت التعليقات على التسجيل البصري، المنشور بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب بعضها إلى القول بعدم صحة المعلومات المنقولة، وأن الشريط إما "مفبرك" أو "تمثيل" بعدما "تم تحفيظ الأسرى قبل التسجيل"، ويبقى هدفه "إرسال تقارير إلى الولاياتالأمريكية من أجل نيل مزيد من الدعم المادي واللوجيستي" لصالح التنظيم السوري المعارض. وتوقف المتابعون للشريط كثيرا عند حالة الأسير المغربي، بقول أحدهم، ويدعي غازي: "هؤلاء الشباب مغرر بهم، وداعش مخترقة، وهي من تأسيس النظام وإيران.. انظروا إلى المغربي كيف يحكي جيدا وهو لا يعرف الطبيعة والجغرافيا في سوريا.. معتقدا أنه يقاتل النظام، وهم بعثوه إلى قرى سنية، والجيش الحر". أما معلق آخر، ويدعى محمد علي يزاجي، فقال بسخرية، تعليقا على لباس الأسرى الأربعة: "يُو شباب البرد ذبحنا، بسْ هادْ يَلي عَمْ يقول انُّو هو المغربي لابس نُص كُم، يعني لاَبس ِصِيفي.. افهموني"، مشيرا بشكل تهكمي إلى أن قناة "الدنيا" الموالية لنظام بشار الأسد "لم تعملها"، في إشارة إلى أن الفضائية السورية اشتهرت بفبركتها عددا من الفيديوهات والمشاهد.