تُوفِّي صباح اليوم الأحد نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الأسبق وصاحب أول حكومةٍ ذاتِ توجُّه إسلامي، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. وقالت شبكة "تي آر تي" التركية الإخبارية على موقعها الإلكتروني: إن أربكان كان يخضع للعلاج في المستشفى منذ فترة، ونقلت عن مسئولي المستشفى قولهم: إن أربكان توفي صباح اليوم الأحد. ونجم الدين أربكان ولد عام 1926 في مدينة سينوب الواقعة على ساحل البحر الأسود، وحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة من جامعة أخن الألمانية، وشغل منصب رئيس الوزراء ما بين عامي 1996 و1997 وكان يشغل منصب رئيس حزب الرفاة التركي، وعُرِف بتوجهاته الإسلامية. بدأ أربكان حياته السياسية بعد تخرُّجه في كلية الهندسة، وأصبح رئيسًا لاتحاد النقابات التجارية ثم انتخب عضوًا في مجلس النواب عن مدينة قوينة، لكنَّه منع من المشاركة في الحكومات المختلفة بسبب نشاطه المعادي للعلمانية، وكان تأسيس حزبه أوَّل اختراق جِدِّي لرفض القوى العلمانية المهيمنة له. ولم يصمد حزبه (النظام الوطني) سوى تسعة أشهر حتى تَمّ حله بقرار قضائي من المحكمة الدستورية بعد إنذار من قائد الجيش محسن باتور، فقام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني عام 1972، وأفلت هذه المرة من غضب الجيش ليُشارِك بالانتخابات العامة ويفوز بخمسين مقعدًا كانت كافية ليشارك في مطلع عام 1974 في حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري الذي أسَّسه أتاتورك ليرعى المبادئ العلمانية. وتولَّى أربكان منصب نائب رئيس الوزراء وشارك رئيس الحكومة بولند أجاويد في اتخاذ قرار التدخُّل في قبرص، واعتبر من دافع عن مشاركة أربكان في الائتلاف أنه حقّق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسي من أهمها الاعتراف بهذا التيار وأهميته في الساحة السياسية. وخلال وجوده في حكومة أجاويد، حاول أربكان فرض بعض قناعاته على القرار السياسي التركي، وحاول ضرب أحد أخطر مراكز النفوذ الداعمة للنهج العلماني، فقدَّم بعد تشكيل الحكومة بقليل مشروع قرار للبرلمان بتحريم الماسونية في تركيا وإغلاق محافلها، وأسهم في تطوير العلاقات مع العالم العربي، وأظهر أكثر من موقف مؤيّدٍ صراحة للشعب الفلسطيني ومعادٍ لإسرائيل، ونجح في حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان بسبب ما اعتبر سياسته المؤيدة لإسرائيل.