انطلقت، ليلة أمس، فعاليات الدورة السادسة للفيلم بمدينة الداخلة بتكريم ثلاثة فنانين في عالم السينما، ويتعلق الأمر بكل من الممثلة المغربية الشعيبية عدراوي، والممثلة الإسبانية روث أرماس، والممثل السوري جمال سليمان، والمخرج السويدي ريتشارد هوبيرت، الذي تخلف عن الحضور لآخر لحظة بسبب تأخره في الوصول إلى مطار كوبنهاكن، حيث قدم اعتذاره للمنظمين من خلال كلمة مسجلة عبر السكايب. ولم يخف الفنان السوري، جمال سليمان، انبهاره بمدينة الداخلة، التي يزورها لأول مرة على الرغم من زياراته المتعددة للمغرب، حيث سجل أعمالا تلفزية؛ مثل "صقر قريش"، و"ربيع قرطبة"، و"ملوك الطوائف". سليمان قال إنه لما أُخبِر بدعوته إلى هذا المهرجان، بحث في محرك "غوغل" كي يتعرف على المدينة، فوجد "مدينة الداخلة داخلة في البحر"، ولما وصل إلى المغرب واتجه إلى الداخلة وأقام بين أهلها، "وجدتها داخلة في القلب، صدقوني أيها المغاربة الكرماء". واعتبر الفنان السوري المعروف أن المغرب جميل كما عرفه أثناء زياراته المتكررة لكثير من مناطق البلد، وأن "جمال المغرب لا يكتمل إلا باكتمال جمال أهله"، فالفن والثقافة أسلحة إستراتيجية لمواجهة تحدي التطرف، برأي سليمان الذي لم ينس الحالة المأساوية التي تمر منها سوريا، بلده الأصلي، حيث ذهب إلى أن "ما وصلنا إليه اليوم كان بسب إهمالنا الكلي للخطاب التنويري". من جهته، أكد المصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هذا المهرجان، والذي بلغ دورته السادسة، يأتي ليشكل "مشروعا تنمويا طموحا من أجل تثمين الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسّانية، وهو ما دعا إليه جلالة الملك في خطابه التاريخي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء قبل سنتين، عندما دعا إلى احترام الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسّانية". وأشار الوزير إلى الدور الذي تضطلع به الثقافة في وحدة الشعوب، ولاسيما الثقافة الحسّانية التي تزخر بها المناطق الجنوبية للمغرب، وقال في كلمته الافتتاحية إنه "لا وحدة حقيقية بدون بناء ثقافي يعترف بهذه الخصوصيات وينطلق منها ويؤسس عليها للمستقبل، فلا يمكن أن نبني الوحدة وأن نواجه خيارات التجزئة والتقسيم التي تنخر المنطقة ككل في الصحراء الكبرى والساحل بدون ثقافة واحدة". وأضاف الخلفي أن "الصحراء المغربية أصبحت نموذجا مضادا لخيارات التقسيم والتجزئة لتجسد نموذجا في الوحدة وفي صلابة هذه الوحدة وفي تماسكها لأنها مبنية على اعتراف بالخصوصية الثقافية والصحراوية الحسّانية". كما اعتبر وزير الاتصال أن هذا المهرجان يأتي "منطلقا لتثمين هذه الخصوصية، وهو اليوم في دورته السادسة سيشكل منطلقا لإطلاق مشروع الفيلم الإثنولوجي حول الصحراء ليشكل هذا المهرجان فضاء لتقييم الإبداعات السينمائية التي تشتغل على قضية الصحراء وعلى موضوع الصحراء وطنيا ودوليا". ومن هنا سيصبح هذا المهرجان، يضيف الخلفي، موازيا "لمشروع وطني طموح انطلق قبل ذلك في مدينة العيون مستفيدا من تراكم هذا المهرجان، وقد كان بالنسبة إلينا في الوزارة عاملا أساسيا من أجل تشجيعنا على الإيمان بطاقات ساكنة الصحراء وبعطاءاتها من أجل إطلاق مشروع الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني". وأشار الوزير إلى أن "تاريخ الصحراء المغربية وثقافتها ومجالها تعرضوا لعمليات تزوير وتحريف وتزييف من قبل خصوم الوحدة الترابية ولا يمكن للجواب إلا أن ينبعث من ساكنة المنطقة بإبداعات سينمائية"، كما نوه بنادي المنتجين السينمائيين في الأقاليم الجنوبية "الذي احتضن هذا المشروع وآمن به وشكل أحد عناصر إنجاحه"، حسب تعبير وزير الاتصال.