لم يمض أسبوع على الهجمات الإرهابية في باريس حتى بدأ عدد من المسلمين يقدمون بلاغات تفيد بأنهم تعرضوا لأعمال عنف أو تم الاعتداء عليهم بطريقة أو بأخرى، إذ تم تسجيل أكثر من 32 مظهرا من مظاهر الإسلاموفوبيا في البلاد خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك ثلاث اعتداءات على نساء محجبات، وهو دفع بعض الآباء إلى مطالبة بناتهن بخلع الحجاب، وفق ما ذكره عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا. وبحسب ما صرح به زكري لقناة "فرانس 24" ، فإن الأرقام التي أعلن عنها المرصد تستند إلى الشكاوى التي تم إيداعها لدى الشرطة والدرك، مبديا تخوفه من تصاعد أعمال العنف وداعيا إلى الهدوء، مضيفا أن مظاهر الإسلاموفوبيا التي تم رصدها تختلف أشكالها بداية من العنف الجسدي وتخريب المساجد، وصولا إلى بعث رسائل الكراهية والشتائم وحرق عدد من السيارات التي تعود للجالية المسلمة. المتحدث أشار إلى أنه، خلال الأسبوع الماضي، تم الاعتداء على ثلاث نساء محجبات؛ الأولى في تولوز والثانية بمارساي والثالثة بسان مارين، مبرزا أن واحدة منهن كانت ترتدي الحجاب وتتجول رفقة طفل في عربته، فإذا بشاب يمر ويهددها بالقتل، فيما الأخرى وعندما كانت تهم بالخروج من محطة المترو دفعها شاب في العشرين من العمر واتهمها بأنها إرهابية، قبل أن يلكمها ويجرحها بآلة حادة. الخوف من الاعتداءات وتوالي الشتائم دفع عددا من الآباء إلى مطالبة بناتهن بخلع الحجاب، بحسب تصريحات زكري، والتي قال فيها إن "أولياء الأمور باتوا مرعوبين من هذه الهجمات ويخافون من أن تتعرض بناتهم لاعتداءات نتيجة كشفهن عن هويتهن الإسلامية". وأوضح زكري أن عدد مظاهر الإسلاموفوبيا التي تم تسجيلها خلال الأسبوع الماضي هي منخفضة مقارنة مع تلك التي تم إحصاؤها في يناير الماضي عقب هجمات شارلي ايبدو، إذ تم تسجيل أكثر من 50 مشهدا خلال خمسة أيام الأولى التي تلت الأحداث، لكن هناك تخوفا من أن يرتفع الرقم خلال الأيام المقبلة. رئيس المرصد الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا شدد على أنه ليس كل الفرنسيين ضد المسلمين، لكن بعض السياسات والخطابات تزيد من تأزم الوضع، داعيا إلى عدم نشر سياسة التفرقة في فرنسا، بالقول: "نحن المسلمون نعاني تماما كما باقي المواطنين منذ يوم الجمعة الماضي".