تصاعدت أعمال العنف ضد المسلمين ودور العبادة الاسلامية في فرنسا بشكل كبير منذ الهجمات المسلحة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس والتي أوقعت 17 قتيلا وعدد من الجرحى بعضهم إصابتهم خطيرة. فقد سجلت فرنسا على امتداد ما يقارب الأسبوع، منذ الهجوم المسلح للأخوين كواشي على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» وعملية احتجاز وقتل احمدي كوليبالي لرهائن بمتجر يهودي مخصص للأغذية، سلسلة من الاعتداءات مناهضة للاسلام والمسلمين كان آخرها ما تعرض له مساء الأحد الماضي مسجد قيد البناء بمدينة «بواتيي» وسط فرنسا حيث تم إضرام نار، رجحت مصادر متطابقة أنه متعمد. وذكر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه تم رصد وقوع أكثر من 50 اعتداء ضد المسلمين في أحداث جديدة استهدفت مساجد وأماكن الصلاة للمسلمين، حيث تعرضت عدة دور العبادة لإطلاق نار وكتبت عليها عبارات عنصرية منذ الاعتداء على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» وما تلاه من احتجاز رهائن تبناهما «إسلاميون» من أصل فرنسي. وأعلن مرصد مكافحة «الاسلاموفوبيا» في فرنسا أول أمس الاثنين أنه رصد وقوع أكثر من 50 عملا مناهضا للمسلمين في البلاد منذ الاعتداء الذي استهدف صحيفة «شارلى إيبدو» الأربعاء الماضى داعيا السلطات الفرنسية إلى تعزيز الرقابة على دور العبادة. ونقل المرصد أرقاما صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية تضمنت «تسجيل وقوع 21 اعتداء بين إطلاق نار أو إلقاء قنابل و33 تهديدا عبر رسائل أو توجيه شتائم منذ الأربعاء الماضى» ، مشيرا إلى أن هذه الحصيلة ما تزال غير مكتملة معربا عن «صدمته» أمام هذه الأرقام «غير المسبوقة» خلال أقل من أسبوع. وبالموازاة، دعت أكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أمس الثلاثاء المسلمين الى «التحلي بالهدوء وتفادي الردود الانفعالية» عشية صدور أول عدد من الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» بعد الاعتداء على هيئة تحريرها. وتنشر الصحيفة الساخرة التي تصدر الأربعاء على صفحتها الأولى رسما كاريكاتوريا للرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يذرف دمعة ويحمل لافتة كتب عليها «أنا شارلي» على غرار الملايين الذين تظاهروا الأحد دفاعا عن حرية التعبير، وكُتب على أعلى الرسم عنوان عريض «كل شيء مغفور» في عبارة تهدف إلى التهدئة وتتناقض مع أسلوب الصحيفة الهزلية. وأعلنت وكالة «دي بي اي» الألمانية للأنباء أن أكثر من 100 ألف شخص شاركوا مساء الاثنين في تظاهرات في ألمانيا ضد حركة بيغيدا المناهضة للإسلام، التي جمعت بضعة ألاف شخص في معقلها في مدينة دريسدن في شرق البلاد. وأفادت الوكالة أن أنصار التسامح والرافضين للاسلاموفوبيا المدعومين بقوة من المستشارة انغيلا ميركل، والذين يعتبرون أن «الإسلام جزء من ألمانيا»، كانوا نحو 30 ألفا في لايبزيغ (شرق) و20 ألفا في ميونيخ (جنوب) و17 ألفا في هانوفر (شمال) وأربعة آلاف في برلين. وبالمقابل عبر مسلمو هولندا عن مخاوفهم من أن يساهم الهجوم الذي نفذ في مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» الأربعاء الماضي في تنامي الاعتداءات ضد المساجد في المملكة الهولندية، التي تعيش أصلا على إيقاع توتر بسبب الاستفزازات الأخيرة لمشاعر المسلمين من طرف حزب «من أجل الحرية» اليميني المتطرف. وتعرض مسجد بمنطقة فلاردينغين الخميس الماضي لهجوم بقنابل حارقة نفذه مجهولون، مما أذكى مخاوف المسلمين في هولندا، خصوصا وأن هذا العمل الإجرامي يأتي بعد دعوات أطلقها أعضاء بالحزب المتطرف لمهاجمة المساجد على غرار ما تم في السويد . وأبرزت دراسة أنجزتها جامعة أمستردام أن 40 بالمائة من المساجد بهولندا تعرضت لأعمال تخريب خلال السنوات العشر الأخيرة. ووفق الدراسة نفسها، فإن عدد هذه الحوادث ما فتئ يسجل ارتفاعا، خصوصا في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الدولية. ويوجد في هولندا حوالي 475 مسجدا تتوزع على مجموع ترابها الوطني.