أعلن خليل مرون، عمدة مسجد «إيفري» الكبير في الضاحية الباريسية نهاية الأسبوع الماضي، ضرورة أن يكسر مسلمو فرنسا «طابو» عدم الدعاء للجمهورية الفرنسية. وقال الإمام مرون، في حوار خص به «الاتحاد الاشتراكي» الأسبوعي بمناسبة توشيحه قبل أسبوع بوسام ملكي إلى جانب ميشيل سرفاتي، حاخام ريس أورانجيس، وميشيل دوبوست، أسقف «إيفري» «يجب أن نزيل قيد أحد أكبر الطابوهات، وهو عدم الدعاء لفرنسا في صلواتنا». وأضاف عميد مجسد «إيفري» الكبير، في تصريحه هذا الذي يتزامن مع مرور شهر من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» تبناهما «إسلاميون» من أصل فرنسي، «إن أبناء عمومتنا اليهود يقولون لنا إنهم يدعون لفرنسا في صلواتهم،» مشددا «نحن كذلك علينا أن ندعو لصالح فرنسا». وأوضح الإمام مرون أنه إذا كانت فرنسا بخير نحن أيضا بخير، ومن يمس فرنسا بشر يمسني أنا ويمس كل الأمة، مشيرا إلى أن الإسلام والمسلمون هم من دفعوا الثمن بعد الاعتداءات الارهابية التي عرفتها فرنسا الشهر الماضي. وبالموازاة طلب تجمع مسلمي فر نسا المقرب من المغرب من جميع أئمة مساجد فرنسا الدعاء والصلاة من أجل أن يحفظ الله جمهورية فرنسا. وقال رئيس تجمع مسلمي فر نسا أنور كبيبش، أمس الإثنين أن مطلب الدعاء للجمهورية فرنسا اقتراح تداول فيه التجمع قبل ثلاثة أسابيع ، بعد الهجوم المسلح للأخوين كواشي على الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» وعملية احتجاز وقتل احمدي كوليبالي لرهائن بمتجر يهودي مخصص للأغذية الشهر الماضي، للأسف، باسم الدين والدفاع على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح أنور كبيبش في اتصال هاتفي مع «الاتحاد الاشتراكي،» أن دعوة أئمة مساجد فرنسا الدعاء والصلاة من أجل أن يحفظ الله جمهورية فرنسا بعد كل صلاة جمعة وفي المناسبات الدينية مرده أن يبين مسلمو فرنسا أنهم مواطنون فرنسيون كباقي الفرنسيين المنحدرين من أصول أجنبية. وقال رئيس تجمع مسلمي فر نسا أن مطلب الدعوة والصلاة من أجل أن يحفظ الله الجمهورية الفرنسية يجد مبرره الأساسي في تأكيد مدى تشبث مسلمي فرنسا بوطنهم فرنسا، عملا بمقولة «حب الوطن من الإيمان». وللإشارة فقد تصاعدت أعمال العنف ضد المسلمين ودور العبادة الإسلامية في فرنسا بشكل كبير منذ الهجمات المسلحة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس والتي أوقعت 17 قتيلا وعدد من الجرحى . وقد سجلت فرنسا على امتداد ما يقارب الأسبوع بعد حادثي الهجوم الإرهابي الذي تبناهما «إسلاميون» من أصل فرنسي في باريس، سلسلة من الاعتداءات مناهضة للإسلام والمسلمين. وذكر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حينها، أنه تم رصد وقوع أكثر من 50 اعتداء ضد المسلمين في أحداث جديدة استهدفت مساجد وأماكن الصلاة للمسلمين، حيث تعرضت عدة دور العبادة لإطلاق نار وكتبت عليها عبارات عنصرية. وأعلن مرصد مكافحة «الإسلاموفوبيا» في فرنسا أنه رصد وقوع أكثر من 50 عملا مناهضا للمسلمين في البلاد منذ الاعتداء، داعيا السلطات الفرنسية إلى تعزيز الرقابة على دور العبادة. ونقل المرصد أرقاما صادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية تضمنت «تسجيل وقوع 21 اعتداء بين إطلاق نار أو إلقاء قنابل و33 تهديدا عبر رسائل أو توجيه شتائم منذ حادث الاعتداء الإرهابي » ، مشيرا إلى أن هذه الحصيلة ما تزال غير مكتملة، معربا عن «صدمته» أمام هذه الأرقام «غير المسبوقة» خلال أقل من أسبوع من الاعتداء. وبالموازاة، دعت أكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وقتها المسلمين الى «التحلي بالهدوء وتفادي الردود الانفعالية» عشية صدور أول عدد من الأسبوعية الساخرة «شارلي إيبدو» بعد الاعتداء على هيئة تحريرها.