بخلاف ما تم نشره في وسائل الإعلام الفرنسية والدولية في الأيام القليلة الماضية، فإن "الداعشية" حسناء أيت بولحسن، التي تنحدر من أصول مغربية، لم تقدم على تفجير نفسها، في عملية مداهمة الشرطة الفرنسية لشقة في "سان دوني" بضواحي العاصمة باريس، فجر الأربعاء الماضي، بل قُتلت بسبب تبادل إطلاق النار مع الأمنيين الفرنسيين. وأورد مصدر أمني فرنسي بأن حسناء لم تفجر نفسها، بل رجل ثالث من قام بذلك، حيث وُجدت أشلاؤه متناثرة في مسرح العملية الأمنية، حيث ساد الاعتقاد أن هذه الشابة ذات 26 عاما، هي التي فجرت حزاما ناسفا، قبل أن يتم التأكد اليوم بأن الأمر يتعلق برجل لم يتم تحديد هويته بعد. والمؤكد، وفق ذات المصدر الأمني، أن الذين صُرعوا في عملية المداهمة في شقة "سان دوني" شمال باريس، هم الداعشي عبد الحميد أبوعود، الذي ينحدر من أصول مغربية، وقريبته حسناء أيت بولحسن، والذي يُعتقد أنها ابن خالته، ثم شخص ثالث فجر نفسه بحزام ناسف، لكن لم يحدد الأمن الفرنسي بعد هويته. وعلى صعيد ذي صلة، تبين أن الصور التي روجتها العديد من وسائل الإعلام الدولية، لا تعود إلى حسناء التي قتلت يوم الأربعاء الفائت، بل إلى سيدة مغربية من مدينة بني ملال، والتي قالت في تصريحات صحفية إن صديقة سابقة لها استغلت الفرصة لتبيع صورا لها للصحفيين، مستغلة الشبه بينها وبين حسناء. وكانت وسائل إعلام كثيرة قد تداولت صورة تظهر فيها المواطنة المغربية، التي كانت مهاجرة بفرنسا، وهي مستلقية في حمام بيتها، وفي صورة أخرى تبدو وقد وضعت مساحيق التجميل على وجهها، واستدلت تلك المنابر على أن حسناء كانت تحب الحياة قبل إقدامها على عملية الانتحار، وهو ما تبين لاحقا بأنها أخبار خاطئة، كما الصور أيضا. يذكر أن معارف وجيران حسناء، أكدوا في تصريحات متطابقة أن الهالكة كانت مفعمة بالحياة خاصة الصاخبة منها، وكانت تعشق الحفلات، ولديها العديد من الأصدقاء، كما أنها كانت ميالة إلى ملابس "الجينز" ووضع القبعات على رأسها، حتى أنها لُقبت ب"راعية البقر".