حلت الأجهزة الأمنية والفرنسية ضيفا على أسرة حسناء أيت بولحسن، التي تبلغ من العمر 26 سنة، والتي فجرت نفسها يوم الأربعاء الماضي، بضاحية سان دوني شمال باريس، بسبب عملية مداهمة قامت بها الشرطة الفرنسية لشقة كانت تتواجد فيها حسناء، عقب الهجمات التي طالت عاصمة الأنوار، يوم الجمعة الماضي. وقدم أمنيون مغاربة إلى أيت أورير، عاصمة قبائل مسيفيوة، والتي تنحدر منها أسرة الانتحارية، من أجل الاستماع إلى والد حسناء، نزولا عند رغبة الاستخبارات الفرنسية التي طلبت استقدامه إلى باريس، خاصة أنها ابنة خال العقل المدبر للاعتداءات، عبد الحميد أبوعود. وأفادت مصادر مقربة من أسرة الانتحارية حسناء، بأن هذه الشابة سبق لها أن زارت المغرب في الآونة الأخيرة، وتحديدا أيام عيد الأضحى الفائت، حيث قضت فترة العيد مع عائلتها لأول مرة بمدينة أيت أورير، بعدما كانت تزور باستمرار عاصمة سوس، التي تتواجد فيها أسرة والدتها. وتنحدر حسناء من أيت أورير، وهي ابنة مهاجر بلغ سن التقاعد، فعاد إلى أرض الوطن، متخذا من هذه المدينة التي تبعد ببعض الكيلومترات عن مسقط رأسه، مستقرا له لقضاء بقية عمره في أمن وسلام، بعد سنوات حافلة بالعمل المضني، لكن الاعتداءات التي ضربت قلب باريس نزلت كالصاعقة على والد حسناء. وكانت قوات الأمن الفرنسية قد حاصرت حسناء في الطابق الثالث بحي "سان دوني"، بالضاحية الشمالية لباريس، فجر الأربعاء المنصرم، وكانت تتواجد رفقة عبد الحميد أباعود، وخلال الحصار تبادل الطرفان إطلاق النار سبع ساعات، قبل أن تفجر حسناء نفسها لتصبح أول امرأة تنفذ عملية انتحارية في فرنسا. يُشار إلى أن العاصمة الفرنسية باريس عرفت مساء الجمعة 13 نونبر هجمات دموية متزامنة في ستة مواقع مختلفة، أسفرت عن مقتل 132 شخصا على الأقل، وإصابة قرابة 352، أعلن على إثرها الرئيس الفرنسي حالة الطوارئ في البلاد، ودعا الجيش للنزول إلى الشارع للإسهام في حفظ الأمن.