هي أزمة خانقة تحز رقاب الطلبة،أي أن الطالب في بلادنا لايدرس من أجل الدراسة،بل يدرس من أجل العمل فقط،الطالب في بلادنا لايدرس لنفسه،بل يدرس ليسعد قلب أمه، ويعين أباه على تكاليف الحياة،ثم؛يتزوج..أو بالأحرى كي يرضي المجتمع،أو ربما كي يسمى موظفا رسميا يتقاضى راتبا شهريا.،من يدري.. ثم ان الطالب في بلادنا ياسادة لايرسم مستقبله بيديه، فمستقبله مرسوم سلفا بيد الأقدار، والأقرباء، والجيران..مرسوم بأياد خفية،غريبة عن كيانه..الطالب في بلادنا لايحق له الاختيار، نعم,فتلك ضريبة أن تكون طالبا مغربيا..لا لاأتكلم عبثا، فقد كنت تماما مثلكم،أرى المستقبل ورديا كزهرة الياسمين،، لكن حينما جربت أن أضغط على نفسي للبقاء في فصل لاأحبه،واضطررت لدراسة مواد لاتناسبني، عندما سمحت للمجتمع وأقاويله أن يخط لي آفاقا أنا لاأراها في مقاسي ولا أظنها تحقق مطامحي،حينما استسلمت ولم أتمرد، ولم أصرخ حينها بأعلى صوتي؛ أنني أسرق من ذاتي،أنني أنهب من نفسي،أن روحي ماعادت روحي،وأن الأنا في عوالم الغير ذاب،انصهر..ذهب ولم يعد..عندما دخلت في هاته الدوامة فقط استيقظت من رقادي،وأدركت أنني في وطن لايحق للمرء فيه أن يحلم.فالطالب في بلادنا مجهول الهوية والمصير،فاقد الانتماء،عديم الميول،مطموس الابداع..علينا أن نكون متشابهين..فبلادنا تحبذ أن ترانا كما أرادت لا كما نحن أردنا. سمعت أنهم في اليابان يحددون مرمى الطفل في أولى مراحل التعليم؛ وذلك كي يعبدوا له الطريق نحو الحلم المنشود منذ الصغر،فلا يدرس الا مايتعلق بالمهنة المعروفة مسبقا. نعم،فلكل مقام مقال، ولكل نفس ماتهوى وماتريد.. "أوبس"؛ لقد انجررت نحو الأحلام فنسيت أنها اليابان،وأغفلت أنني "طالبة مغربية"، عذرا عن السهو أيها القارئ فتهمتي أنني أملك خيالا مجنحا لايستشيرني حينما يود السفر فيطلق جناحيه في الفضاء دونما اعلام أو انذار. دعونا اذن نعود للتجربة العقيمة، للعدمية، أقصد لمنظومة التعليم الفاشلة في بلادنا..حسنا أيها الطالب لابأس عليك؛ فذلك الاكراه تكفير،ذلك الدمع تطهير،لايعلم باطنه سوى العليم القدير :) اعذروني ان أطلت عليكم الكلام فقد نطق الفؤاد الجريح، قبل اللسان السليط؛تصبحون على وطن يعرف من أنتم،ويقدر اختلافاتكم وميولاتكم.