تواصلت فعاليات مهرجان "فيزا فور ميوزيك"، الذي تنظمه وزارة الثقافة بالرباط، بإحياء عدد من السهرات في كل من مسرح محمد الخامس، وقاعة سينما "رونيسونس"، حيث شارك فنانون من مختلف الجنسيات في عزف وغناء أفضل المقاطع الغنائية التي تفاعل معها محبو الموسيقى بشكل كبير. وبعد علمه بخبر مصرع وإصابة العشرات في هجمات بالعاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة، أبدع العازف التونسي الشهير، عماد العليبي، في تأدية عدد من المقطوعات الموسيقية التي تدعو لنبذ العنف، والتعايش بين الحضارات والثقافات، معبرا عن حزنه وأسفه من وقوع هذه الأحداث. وبعد أن شدد على إدانته لهذه الاعتداءات الإرهابية، عزف العليبي مقطعا صوفيا حزينا شارك في تأديته عازف تركيّ، وتجاوب معه جمهور مسرح محمد الخامس بالتصفيق الحار، كدعوة منه للسلام بين بلدان العالم. وأبدع الفنان التونسي في عزفه، الذي يمزج بين الشرقي والغربي، وبين مختلف الألوان الموسيقية. وفيما عبّر عن سعادته بالعودة إلى المغرب للمرة الثانية، بعدما أحيى حفلة في يناير الماضي، برع العليبي في تقديم ألبومه الأول الذي يحمل عنوان "سفر"، وهو مزيج من الإيقاعات البدوية التونسية وإيقاعات "الروك" وإيقاعات "كناوا"، وأخرى من الهند وإيران وتركيا والبلقان. وعلى أنغام موسيقى "الجاز"، استمتع جمهور مسرح محمد الخامس بأكثر الأغاني شهرة لمجموعة "كاباشو ماروك"، التي ترجم تعدد جنسيات أفرادها تنوع أغانيها، التي تجمع بين العربي والأمازيغي، وتستمد أصولها من العمق الإفريقي، حيث برعت المجموعة في تشنيف الأسماع بأغاني "كناوا" المستوحاة من "الكمبري"، للمعلم حميد مومن، و"الجاز"، كشكل يلغي الحدود بين البلدان، ويدعو للتعايش بين الثقافات المختلفة. وتأتي مساهمة "كاباشو ماروك" في مهرجان "موسيقى بدون تأشيرة"، بعد أن شاركت في أكثر من 70 مهرجانا، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، في كل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى القارة الآسيوية، مما مكنها من الفوز بجائزة الموسيقى الإفريقية لسنة 2015. بدورها، كانت المغنية الفرنسية، مايا كاماتي، في الموعد، بعد أن قامت بتأدية عدد من أغاني ألبوماتها الأكثر شهرة، حيث لم تكتف فقط بأداء أغان فرنسية، بل تعدت ذلك إلى تأدية مقاطع غنائية باللغة الإسبانية، ما جعل الجمهور يتفاعل معها بترديد أغانيها والتصفيق حتى قبل أن توقع على نهاية سهرتها. ومن بين أكثر الأغاني التي كان لها وقع كبير على الجمهور الحاضر، نجد "comme un africain"، التي تعبر عن معاناة الشعوب الإفريقية، بالإضافة إلى أغاني رومانسية أخرى، كأغنية "écris moi"، و"zan fan"، وكذا "ti kok"، وهي كلها من ألبومها "Santié Papang"، الصادر خلال العام الماضي.