في سنه الثمانين، تمكن الكاتب المكسيكي فرناندو ديل باسو أخيرا من تتويج مساره الحافل بالعطاءات، وتخليد اسمه في سجل الفائزين بجائزة ثيرفانتس، أعرق الجوائز الأدبية باللغة الإسبانية. لم يخلد ببال فرناندو ديل باسو، الذي ولد سنة 1935 بالمكسيك، أن يتوج بجائزة ثرفانتس للآداب، فقد كان الموعد المهم له أمس هو الحصول على جائزة "غراينتو دي أرينا" بجامعة غوادالاخارا، لكن مكالمة غيرت يومه مع تلقي خبر كونه سيصبح سادس مكسيكي يفوز بهذه الجائزة المرموقة. وأخيرا، تم اختيار ديل باسو للفوز بهذه الجائزة عن مجموع أعماله التي تغطي عمليا كل الأنواع الأدبية: الروايات، القصص قصيرة، الشعر والمسرحيات وغيرها، والتي حاول من خلالها تكريم اللغة ورسم الواقع المتغير حوله. وسينضاف ديل باسو إلى قائمة الكتاب المكسيكيين الذين تم تكريمهم بهذه الجائزة، ويتعلق الأمر بأوكتافيو باز (1981)، وكارلوس فوينتس (1987)، وسيرخيو بيتول (2005)، وخوسيه إميليو باتشيكو (2009)، وإيلينا بونياتوفيسكا (2013). ويعتبر فرناندو ديل باسو، الأديب والروائي الذي انخرط في الدبلوماسية والرسم وتقديم برامج إذاعية، من أهم الأصوات في الأدب المكسيكي في القرن العشرين، ومؤلف روايات أساسية في التراث الأدبي، التي تناولت فترات هامة من تاريخ هذا البلد اللاتيني. وتشكل أعمال فرناندو ديل باسو، الذي توج بجوائز عدة، جزء من تاريخ الأدب الإسباني الأمريكي اللاتيني، فضلا عن أنها تبرز طابعه الإبداعي شكلا ومضمونا. وكافأت لجنة تحكيم جائزة ثرفانتس فرناندو ديل باسو "لمساهمته في تطوير الرواية جامعا بين التقليد والحداثة كما فعل ثيرفانتس في زمنه"، كما أوضح وزير الثقافة الإسباني اينييغو منديث دي فيغو خلال مؤتمر صحافي. وبدورها، قالت ممثلة الأكاديمية الملكية الإسبانية، إنيس فرنانديث اوردانييث، إن فرناندو ديل باسو، الذي يعتبر من أهم ممثلي الأدب المكسيكي، "حاز على جوائز كثيرة (من المكسيك)، ونحن نعتبر أنه يستحق هذه الجائزة". وللكاتب المكسيكي المعروف بلحيته البيضاء ونظاراته وقمصانه الملونة أعمال شعرية ومسرحية ومحاولات أدبية وكتب أطفال. وقد تأثر بكتاب كبار في الأدب العالمي، مثل غوستاف فلوبير وجيمس جويس. ومن بين مجموعاته الشعرية "سونيتوس دي لو دياريو" (1958) و"كاسيتيوس إن إل أيري" (2002)، وأعماله المسرحية "بالينورو إن لا إسكاليرا" (1992) و"لامويرتي سي با أ غرناطة"(1998). وعن مساره الحافل، يقول فرناندو ديل باسو "لقد قطعت طريقا طويلا كان علي التغلب فيه على مخاطر التأثيرات الواضحة والغوص في وثائق بلدي. كتبي الثلاث 'خوزيه تريغو' (1966) و'بالينورو المكسيك' (1977) و'نوتيسياس ديل إمبيريو' (1987)، كانت تتطلب معرفة واسعة وشاملة بالموضوع المختار، فقد كان العمل عظيما". يذكر أن جائزة ثيرفانتس، التي تبلغ مكافأتها المالية 125 ألف أورو، قد منحت العام الماضي الى الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو.