اهتمت صحف شمال أوروبا، اليوم الجمعة، على الخصوص، بالمطالب البريطانية للاستمرار في الاتحاد الأوروبي، وتشديد سياسة الهجرة في الدانمارك، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي فنلندا، تطرقت صحيفة (كاريالينين) إلى المطالب التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من أجل استمرار بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي. واعتبرت الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، أن مطالب رئيس الوزراء البريطاني المتعلقة بتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي "لم تأت بجديد". ويرى كاتب افتتاحية الصحيفة أن لندن سجينة السياسة الأوروبية التي تطالب دائما بوضع مستقل يضمن جميع الإيجابيات بدون سلبيات. وأوضحت الصحيفة أن المطالب البريطانية بتقييد الهجرة بالنسبة للمواطنين الأوروبيين ستشكل عقبة في طريق المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مضيفة أن هذا المطلب يتعارض مع الحريات الأساسية في الاتحاد الأوروبي ومبدأ عدم التمييز المطبق في أوروبا. وأضافت أنه، وإلى غاية موعد إجراء الاستفتاء، فإن كاميرون سيؤدي دورا مزدوجا في بلاده، أي إقناع مواطنيه بإيجابيات العضوية في هذا التكتل الأوروبي، وكذا توجيه انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي. وفي الدانمارك، أشارت صحيفة (بوليتيكن) إلى أن الحكومة تعتزم تشديد الإجراءات الخاصة بالتجمع العائلي ومجالات استفادة اللاجئين. واعتبرت الصحيفة، المقربة من وسط اليسار، أن البلاد يجب أن تقبل في النهاية بأن الحل يكمن في سياسة اللجوء الأوروبية المشتركة، مضيفة أن الوقت قد حان لتغيير الاستراتيجية. وأشارت إلى أن الحكومة تؤكد من جهة على ضرورة العمل المشترك، ومن جهة أخرى أن الدانمارك لن تخضع لأي شرط، على الرغم من أنه سيكون في مصلحتها الوطنية. ويرى كاتب المقال أنه "إذا كنا نريد وقف الهجرة إلى أوروبا من خلال أنظمة مشتركة وتحسين مراقبة الحدود الخارجية، فيجب علينا أن نسرع في العمل". وأضاف أنه خلال اللقاءات المقبلة مع رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي، سيدافع رئيس الوزراء لارس لوك راسموسن، مرة أخرى، عن "سياسة اللجوء الدانماركية الانفصامية : إننا نوافق على حل أوروبي مشترك، ولكننا لا نريد الالتزام به". وفي النرويج، اهتمت صحيفة (داغبلاديت)، على الخصوص، بحملة الاعتقالات التي قامت بها الشرطة الإيطالية وطالت عددا من الأشخاص بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية ولهم صلة بعناصر من النرويج. وأشارت إلى أن التنسيق كان بين هذه المجموعة عن طريق شبكة الانترنت، وأنها كانت تنوي تنفيذ أعمال إرهابية تستهدف النرويج وتحاول العمل على تحرير الكردي العراقي الملا كريكار من السجن. من جهتها، اعتبرت صحيفة (افتنبوستن) أن الملا كريكار لغز محير للسلطات النرويجية لسنوات، مشيرة إلى محاكماته السابقة بالنرويج وعدم إرجاعه للعراق بسبب التخوف من إعدامه هناك. وذكرت بكونها أثارت في السابق وجود حديث بين إيطالياوالنرويج حول الملا كريكار قبل أن تتضح الأمور أمس، مشيرة إلى أنه يشتبه في كونه زعيم هذه المجموعة وأن إيطاليا طلبت تسليمه لها.