قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني يوم الأربعاء إن "التقديرات التي تفيد بسقوط 1000 قتيل في اضطرابات ليبيا، لها مصداقية"، مضيفا أن "إقليم برقة لم يعد تحت سيطرة الرئيس الليبي معمر القذافي". ونقلت وسائل إعلامية متطابقة عن فراتيني قوله إن "التقديرات بسقوط 1000 قتيل في اضطرابات ليبيا، لها مصداقية". وكانت تقارير أولية سابقة، أشارت يوم الاثنين إلى أن عدد قتلى الاشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن الليبية، إلى نحو 400 قتيل، فضلاً عن إصابة الآلاف بجروح، فيما كشفت السلطات الليبية، يوم الثلاثاء، عن الإحصائية الرسمية الأولى لضحايا أعمال العنف التي تشهدها ليبيا، والتي اشارت إلى مقتل 300 شخص منهم 189 مدني و111 عسكري، وذلك منذ اندلاع الثورة الشعبية الليبية قبل أسبوع. وبين فراتيني أن "إقليم برقة، أي المناطق الشرقية من ليبيا والتي تضم خصوصا بنغازي والبيضاء ودرنة، لم يعد خاضعا لسيطرة حكومة معمر القذافي". وكانت تقارير إعلامية ذكرت يوم الاثنين أن الكفة بدأت تميل لصالح المتظاهرين مع سقوط عدد من المدن الكبرى بأيديهم، حيث توسعت الاضطرابات الشعبية التي تشهدها عدة مدن ليبية، وسيطر المتظاهرون على مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية. ودخلت الاحتجاجات الليبية الأربعاء يومها الثامن، حيث دعت إليها مجموعة من الفصائل والشخصيات والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية، للمطالبة بإسقاط حكم الرئيس الليبي معمر القذافي بعد حكم دام لأكثر من 40 عام، الأمر الذي ردت عليه السلطات الليبية بقصف مدفعي وجوي استخدام للقنابل اليدوية نشر قوى الأمن و"المرتزقة". وكانت تقارير اعلامية اشارت الى ان النظام الليبي استأجر "مرتزقة" أفارقة أوكلت لهم مهمة قتل المتظاهرين، خاصة في مدينة البيضاء، وبنغازي. وشملت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان ومصراتة، وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة، كما شهدت العاصمة طرابلس أيضا احتجاجات في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم. وهدد الرئيس الليبي في كلمة متلفزة موجهة للشعب الليبي يوم الثلاثاء، المتظاهرين باللجوء إلى القوة ضدهم، متوعدا برد ساحق شبيه بقصف البرلمان في روسيا أثناء وجود النواب بداخله، وسحق الصين حركة تيان انمين في بكين، والقصف الأميركي للفلوجة في العراق، قائلا إن هناك أوامر للجيش والشرطة بالسيطرة على الوضع والقضاء على المعارضين، وطالب مؤيديه بالخروج في مسيرات لتأمين الشوارع، والزحف على مدينة درنة التي يحكمها من قال عنه إنهم أتباع بن لادن، وذلك قبل أن يلجأ إلى القوة. وكان عدد كبير من الدبلوماسيين الليبيين استقالوا احتجاجا على قتل السلطات الليبية للمحتجين، مثل سفيرا ليبيا لدى باريس واليونسكو، وسفيرا ليبيا لدى أذربيجان وواشنطن، ومندوب ليبيا بجامعة الدول العربية، وسفراء الجماهيرية في كل من بريطانيا والصين والهند وإندونيسيا وبنغلاديش وبولندا، والسكرتير الأول لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا، وموظفو السفارة الليبية في جزيرة مالطا، والسكرتير الثاني في السفارة الليبية بالعاصمة الصينية بكين، و3 من موظفي السفارة الليبية في السويد. وتأتي احتجاجات ليبيا بالتزامن مع احتجاجات مشابهة في البحرين واليمن والعراق والجزائر والأردن، كما أن الاحتجاجات في تونس ومصر أدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل أسابيع، والرئيس المصري حسني مبارك، قبل أكثر من أسبوع. يشار إلى أن القذافي البالغ من العمر 69 عاما، تجاوزت مدة حكمه لليبيا ال 40 عاما، حيث قاد ثورة عندما كان ضابطا برتبة ملازم مع مجموعة ضباط على الملك إدريس السنوسي.