تراجع محمّد بودرا عن استقالته التي سبق وأن تقدم بها لوزارة الداخلية من رئاسة مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات جرسيف، وجاء هذا التراجع مضمرا ضمن بلاغ للمكتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بالحسيمة، والذي توصلت به هسبريس، متضمنا بين محتواه أن: "فيما يرتبط باستقالة محمد بودرا من رئاسة المجلس الجهوي لتازةالحسيمة تاونات، فقد أبدى المكتب الإقليمي تفهمه للدوافع التي كانت وراء هذه الاستقالة، خاصة وأن الرسالة التي أريد تبليغها لسائر الأطراف هي الحث على واجب تحمل المسؤولية في حماية أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم. بيد أن المكتب الإقليمي، وبالنظر إلى التأويلات المتباينة التي خلفتها، ارتأى ضرورة التراجع عن هذه الاستقالة وسحبها لأجل الاستمرار في خدمة ساكنة الجهة.. مع إصراره على مطالبة المسؤولين بفتح تحقيق في الموضوع وإيفاد لجنة لتقصي الحقائق وتحديد المسؤوليات". ذات البلاغ عرف إدانة التقسيم الحسيمي من حزب البام على "شجب وستنكر شديدين ما آلت إليه الأمور من اعتداءات بالجملة وأعمال شغب ونهب وتخريب للمؤسسات والإدارات العمومية والوكالات البنكية والممتلكات العمومية والخاصة، وما رافق ذلك من زرع لأجواء الرعب والفتنة".. قبل أن يزيد: "وإذ نؤاخذ كافة اللجان التنظيمية على تقصيرها وفشلها في تأطير المحتجين، فإننا نحمل السلطات الأمنية قسطها من المسؤولية عندما عمدت إلى سياسة ترك الحبل على الغارب خاصة بعد انفلات الوضع والشروع في التخريب وإضرام النيران". المكتب الإقليمي لحزب التراكتور، وهو المرؤوس من قبل بودرا، تبنى مقاربة المؤامرة في تناوله للأحداث.. وأورد ضمن بلاغه: "نعتبر تسخير القاصرين والمراهقين والمشردين والدفع بهم نحو إثارة الشغب والفوضى هي محاولة يائسة، من طرف جهات معروفة، لتصفية حسابات سياسية انتخابية ضيقة، لا سيما بعد أن شعرت هذه الجهات بالفشل سياسيا، علما أن الأمر لم يكن هدفا لنا، لأننا نؤمن أن معركتنا الحقيقية يجب أن تنصب على التنمية الشاملة والمستدامة لمنطقتنا. مع تسجيل حرصنا التام على النأي بأنفسنا عن الدخول في متاهات النعرات والنزعات القبلية التي لا تفتأ تروج لها جهات بعينها". مصادر هسبريس المتكتمة عن هويتها بالحسيمة قالت بأنّ بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة لا يمكن أن يوصف بالبلاغ الناضج.. وأردفت: "في الوقت الذي برر تراجع الأمين الإقليمي للتنظيم عن استقالته من منصبه التدبيري الجهوي بداعي وجوب فتح تحقيق قضائي ضمن التخريبات الحاصلة.. نجد بأن البّام يجزم بوجود تسخيرات وتصفية حسابات لمن أسموا جهات فاشلة سياسيا تصارع من تصارع من حسيميي التراكتور". ذات المصادر زادت بأن الثنائي المنتمي للبام والمشكل من رئيسة المجلس البلدي ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات قد تراجعوا عن تقديم استقالتهما من منصبهما بعد أن ضلا ل48 ساعة يوردان لمحيطهما بأنهما قد قررا التنحي.. وزيد: "يبدو أن حزب الأصالة يتحمل مسؤوليات مشاريع الدولة بالمنطقة ويصر على الافتخار بها في الوقت الذي يتم فيه التنصل من الغضب الشعبي الذي يطال هذه المشاريع والمجاهرين بافتخارهم تجاهها".