شكلت التجربة التي خاضها الفاعل الجمعوي الطيب الوزاني بمشاركته، وهو في ريعان شبابه، في المسيرة الخضراء، حدثا مهما وبارزا في حياته، لكونه كان من بين العناصر التي جسدت ملحمة مغربية خالدة انضافت الى تاريخ المملكة المشرق. ويأبى الطيب الوزاني، وهو في عقده السادس حاليا، إلا أن يعيش مع ذكرياته التي يرويها بحماس وفخر واعتزاز، سواء لأفراد أسرته أو أقاربه أو أصدقائه، ويذكر بالأجواء التي عاشها مع المتطوعين الآخرين. ويتذكر الطيب الوزاني، الموظف المتقاعد، بحماس كبير كل تلك اللحظات الخالدة بتفاصيلها والأجواء التي سادتها من الفرحة والابتهاج ليكون جزءا من هذه الملحمة التاريخية . وانطلق الوزاني في سرد المراحل التي عاشها بهذه المناسبة، بدءً بخروج المراكشيين، على غرار جميع المغاربة الغيورين على وحدة وطنهم ، الى الساحات العمومية، من بينها ساحة جامع الفنا، للتعبير عن إرادتهم وعزمهم على المشاركة في هذا المسيرة. وقال الطيب إنه توجه، بعد ذلك، باكرا الى مكتب التسجيل القريب من حيه، ليكون ضمن العشرة الأوائل المتطوعين بالدائرة الجنوبية لرياض الزيتون القديم، أحد الأحياء العتيقة بمراكش، وذلك لكونه يؤمن، كأي مغربي، بواجب الدفاع عن القضية الوطنية. ومن المشاهد التي ترسخت في ذاكرته، الاستقبالات التي خصصتها ساكنة المدن والقرى التي مرت منها قوافل المشاركين في هذه المسيرة، التي أبرزت جليا للعالم بأسره مدى التلاحم المتين القائم بين العرش والشعب المغربيين، معربا عن إعجابه بطريقة تنظيم هذا العدد الهائل من المتطوعين والمتطوعات وكيفية توفير الطعام والماء والأغطية والخيام لهم. وقال الطيب الوزاني إن لسان الانسان يعجز عن وصف تلك اللحظات، التي تبقى خالدة في الذهن رغم مرور أربعين سنة عن هذا الحدث البارز في تاريخ المغرب، والذي تميز بالانضباط والمسؤولية، مبرزا أن تواجده فوق الأراضي الجنوبية للمملكة، شكل، بالنسبة له، ثورة الملك والشعب الثانية،أثبتت للعالم مدى تشبث المغاربة بقضيتهم الوطنية. وشدد على القول أنه تنفيذا لأمر الملك الحسن الثاني "رجعنا من هذه المسيرة حيث استقبلنا بمراكش استقبال الأبطال بالزغاريد والأناشيد الوطنية، وأقيمت لنا سهرات بمختلف الاحياء احتفاء بعودتنا، ليكون ذلك مثالا على روح المواطنة الحقة التي يجب على الأجيال الصاعدة أن تأخذ منها العبر". * و.م.ع