مشيا على الأقدام، وصل زعيم الحزب الليبرالي الكندي، والوزير الأول المنتخب، جيستان تريدو، ماسكا بيد زوجته صوفيا كريكوار، ومرفوقا بأعضاء الحكومة الجديدة، ورؤساء حكومات كندية سابقة، إلى مقر إقامة الحاكم العام المعروف ب"ريدو هول"، وذلك لتعيينه الوزير الأول لكندا رقم 23. مراسيم تعيين تريدو في الوزارة الأولى، عرفت حضور آلاف المواطنين الكنديين، الذين حلوا بالعاصمة أوتاوا من مختلف المدن الكندية. وكان أول مستقبلي الوزير الأول الجديد وزوجته أبناؤهما الثلاثة، الذين تسابقوا نحوها ليرتموا في أحضانهما. اللحظات الأولى كانت كفيلة بتوجيه رسالة واضحة بخصوص التغيير الذي يحمله تعيين تريدو وزيرا أول، إذ قطع مع تقليد اعتمده سابقوه، والذين كانوا يحضرون إلى "ريدو هول" على متن سيارات "ليموزين"، فيما اختار تريدو الدخول مشيا على الأقدام. حكومة تريدو راعت مبدأ المناصفة، إذ تم تعيين 30 وزيرا، نصفهم من النساء، وكان تريدو قد ركز في حملته الانتخابية على منح المرأة عدد المقاعد نفسها التي يحظى بها نظيرها الرجل في حكومة ليبرالية. وتم تعيين رالف كودال وزيرا للأمن العمومي والوقاية المدنية، فيما عادت حقيبة وزارة الخارجية لستيفان دييو، ووزارة النقل لمارك غارنو، بينما تم تكليف ميلاني جولي بوزارة التراث، وعادت وزارة المالية لفرانسيس مورنو، والصحة لجين فيلبوت، كما تم تعيين جون إيف ديكلوص على رأس وزارة الأسرة، وجون ماك كالوم وزيرا للهجرة، وكارولين بينيت وزيرة لشؤون السكان الأصليين والشمال. مراسيم تعيين الحكومة الكندية الجديدة انطلقت بوصلة موسيقية أداها شاب من الهنود الحمر (les Cris)، السكان الأصليين لكندا، وذلك بقرعه طبلا على طريقة الهنود الحمر؛ فيما تألقت طفلتان تبلغان من العمر 11 سنة، وتنتميان لفئة الهنود الحمر تدعى "les inuites"، وذلك من خلال أدائهما وصلة غنائية تدعى "غناء الحنجرة". وبعد ذلك أدى جيستان تريدو القسم الذي يعلن من خلاله ولاءه للملكة إليزابيت، ملكة كندا، والتزامه بالتفاني في خدمة الوطن، داعيا الله أن يعينه على ذلك. مجلس الوزراء الأول ينعقد ظهر يوم تعيينه نفسه، لأن تريدو الذي حافظ على كشف يديه، من خلال التشمير على ساعد الجد منذ انطلاق حملته الانتخابية، عازم على متابعة النمط نفسه في تسييره للحكومة الكندية، كأصغر وزير أول في تاريخ كندا (43 سنة). وفي سياق ذي صلة، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى تريدو بمناسبة تنصيبه وزيرا أول لكندا، عبر من خلالها عن أصدق متمنياته له بكامل التوفيق في مهامه السامية، لتحقيق ما يصبو إليه الشعب الكندي الصديق من مزيد التقدم والازدهار". وأبدى العاهل المغربي ارتياحه الكبير للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتقدير المتبادل والتعاون المثمر التي تربط بين البلدين، مؤكدا للوزير الأول الكندي عزمه الراسخ على العمل سويا معه لمواصلة تعزيز هذه العلاقات لتشمل مختلف المجالات".