نظمت التلفزة العمومية الكندية، "راديو كندا"، مساء الخميس الماضي، مواجهة تلفزية مباشرة بين زعماء الأحزاب السياسية الكندية، المتنافسة في الانتخابات القادمة، والمزمع تنظيمها يوم 19 أكتوبر القادم، في كل المحافظات والمقاطعات الكندية، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي. اللقاء جمع رئيس الحكومة الحالي، ستيفن هاربر، زعيم حزب المحافظين، وتوماس ميلكر، زعيم حزب الديمقراطيين الجدد، وجيستان تريدو، زعيم الحزب الليبرالي الكندي، ويتنافس الزعماء الثلاثة في الانتخابات الحالية، على مقعد رئيس حكومة كندا، بينما شارك في المواجهة أيضا رئيسا حزب "بلوك كيبيكوا" جيل ديسيب، وإليزابيت ماي، زعيمة الحزب الأخضر. قادة الأحزاب المتناظِرون حاولوا التهرب من إجابات مباشرة على الأسئلة المطروحة، حيث استعمل كل واحد منهم أساليبه الخاصة، للظهور بوجه يُكسب حزبه المزيد من ثقة الناخبين، فيما انصب جزء هام من نقاشات الزعماء السياسيين بشأن موضوع ارتداء النساء المسلمات للنقاب بكندا. زعيم المحافظين، ستيفن هاربر، عبر عن رفضه القاطع لهذا النوع من اللباس، فيما دعاه "ميلكر" إلى الكف عن التعرض لحرية المرأة بكندا، بينما جدد جيستان تريدو، موقفه في الموضوع، حيث أكد أن خدمة الرجل كما المرأة يجب أن تكون بوجه مكشوف. واتفق ميلكر، وجيستان تريدو، كما إليزابيت ماي، على أن موضوع النقاب ليس بنفس أهمية مواضيع أخرى أكثر أهمية، كالتشغيل، المديونية، الأجور، وبأن ستيفن هاربر، وجيل ديسيب يتخذون من موضوع النقاب مشجبا للهروب من المشاكل الأكثر واقعية". وبخلاف المواجهة السابقة، لم يكن الوزير الأول المستهدف الرئيسي، فرغم أنه كان وجهة لسهام زعماء المعارضة، إلا أن الانتقادات اللاذعة كانت موجهة إلى ميلكر، الذي أضاع فرصة الظهور بوجه الزعيم البشوش الجامع، لأن ردود فعله اتسمت في العديد من الأحيان بالانفعال. جيستان تريدو، زعيم الحزب الليبرالي، حافظ على هدوئه منذ بداية اللقاء، وإلى نهاية المواجهة، حتى عندما كان الأمر يتعلق بمواجهات ثنائية جمعته مع مختلف المتنافسين، وبالتالي تمكن من إعطاء صورة حسنة عن جيل سياسي جديد، مليء بالتفاؤل اتجاه المستقبل. ديسيب، زعيم حزب ال"بلوك كيبيكوا"، ورغم أنه عمر طويلا تحت قبة البرلمان، إلا أن حزبه مهدد بالانقراض نتيجة التراجع الكبير الذي سجله منذ الانتخابات الأخيرة، حيث لم يتحصل حزبه إلا على مقعدين، ورغم ذلك فقد ظهر بصورة السياسي المحنك، عندما وضعهم وجها لوجه مع المواقف السابقة لأحزابهم، والوعود التي قدموها للمواطنين. وتابع عدد من مغاربة كندا هذا اللقاء مباشرة، لما يكتسيه من أهمية في تحديد الحزب الذي يجب انتخابه لخدمة مصالح البلد والمواطنين، دون تمييز؛ وقال أحد المهاجرين المغاربة إن اختياره وقع على جيستن تريدو، لأنه يعكس الصورة التي يريد أن يرى عليها رئيس الحكومة الكندية، فهو يجمع خصالا عديدة تجعل منه الأنسب". أما لمياء من مدينة مونتريال، فلم تحدد بعد اختيارها، وقالت في تصريحات لجريدة هسبريس إن "الشيء الأكيد، هو أنني لن أصوت للحزب الحاكم حاليا، لأنني أجد قرارات ستيفن هاربر غالبا مجانبة للصواب، وأنا حائرة بين الحزب الليبرالي، وحزب توماس ميلكر" وفق تعبيره. أما ب.حسن فقال "لم أر زعيما سياسيا يسب زعيما آخر، ولم أسمع اتهامات بالانتماء إلى "داعش"، ولا تماسيح ولا عفاريت، فالكل يسمي الأشياء بمسمياتها، والانتقاد ساد في جو من الاحترام المتبادل"، مبرزا أن "نضج السياسيين يعكس نضج السياسة، الذي ينعكس على الوطن والمواطنين".