لا زالت حلقات المسلسل التراجيدي الخاص بالاعتداءات والسرقات ضد مواطني مدينة سلا مستمرة، فلا يمر يوم دون تسجيل شكايات ضد معتدين، والذين باتوا يهاجمون الضحايا بشكل ثنائي أو ثلاثي، قبل الاعتداء عليهم باستعمال "السيوف" و"الجْناوا" المعروفة ب"الرَّبْعطاش"، أو إشهارها في وجوههم قصد الترهيب والتهديد، ثم سلبهم ممتلكاتهم بدم بارد. عدد من سكان تابريكت بمدينة سلا أعربوا عن قلقهم المتزايد من هذه العمليات التي باتت تحدث بشكل يومي، خاصة في الساعات الأولى من الصباح، والتي تتزامن مع التحاق الطلبة والتلاميذ بمؤسساتهم، إضافة إلى التحاق الموظفين والموظفات بمقرات عملهم، زيادة على الساعات التي تلي آذان العشاء؛ وإن كان كثيرون يتعرضون للاعتداء كذلك في واضحة النهار. وبالرغم من المجهودات التي يحاول رجال الأمن بذلها قصد التصدي لهؤلاء المجرمين، والذين يكونون غالبا من الشباب، إلا أن الشكاوى لازالت تتقاطر وبأعداد متزايدة، دون أي تراجع يذكر لواقع بات يؤرق المواطن، في ظل تقارير دولية تؤكد تراجع المغرب على مستوى الأمن. بعض ممن استقت هسبريس آراءهم من ساكنة حي الموحدين بتابريكت يرون أن الفتيات الصغيرات والنساء هن أكثر الفئات المستهدفة، ويتم سلبهن هواتفهن النقالة وأموالهن؛ لكن الأمر لا يستثني الرجال والشباب، إذ يعمد اللصوص إلى التخفي في الأماكن المظلمة، في انتظار أن يمر بجانبهم الضحية، ليقوموا بتهديده أو ضربه على مستوى الوجه أو اليدين لشل حركته، وإرغامه على منحهم كل ما يملك. وأفاد أحد سكان "الروسطان" بسلا بأن الوضع بات قابلا للانفجار في ظل تكرار السيناريو نفسه بصفة يومية، حتى بات الناس يخافون من الخروج من بيوتهم قبل الثامنة صباحا، وغدت الأمهات والآباء يضطرون إلى مرافقة أبنائهم نحو المؤسسات التعليمية ذهابا ورواحا، مخافة تعرضهم للاعتداء. شابة من حي كريمة، حكت لهسبريس كيف أنها كانت تهم باجتياز الشارع المقابل لمنزلها بعد آذان المغرب بقليل، ليهُمَّ شاب على متن دراجة نارية بمحاولة سلبها حقيبة يدها على حين غرة، لكنها تشبثت بها، فجرها مسافة 20 مترا قبل أن يتركها وسط صراخ المواطنين. "أثرت الحادثة في نفسيتي كثيرا وامتنعت عن الخروج من البيت أياما، وبعدها اكتشفت أني أصبت برُهاب يجعلني أخاف كل راكب دراجة وأبتعد عن طريقه، إلى جانب الكسر الذي أصاب ذراعي"، تقول الضحية. أحد شباب "المزرعة" أفاد بأن صديقا مقربا له كان ضحية 3 شبان يمتطي كل منهم دراجة نارية، اعتدوا عليه، وأصابوه بجرح في يديه بعد أن حاول المقاومة، استلزم 16 تقطيبا؛ كما اضطر إلى إجراء فحص بالأشعة على رأسه بعد أن انهال عليه أحدهم بمقبض "جنوي". " نريد أن نحس بالأمان في مدينتنا"، يقول سكان مدينة سلا، مطالبين الأمن والسلطات ببذل مجهودات أكبر من أجل حفظ أمن وأمان المواطنين، بالتواجد بكثرة في الأزقة والشوارع وإنزال أقصى العقوبات في حق كل من سولت له نفسه ترويع المواطنين الآمنين وإرهابهم.