كادت منطقة بني مكادة تشهدُ، مساء السبت، احتكاكات أمنية بعد أن اعترض عدد من قوات التدخل السريع مسيرة مُحتجّين على "أمانديس" بهدف منعهم من الوصول إلى ساحة الأمم، قبل أن تخترق المسيرة صفوفهم بشكل تدريجي بينما مرّ آخرون من أحياء ودروب مجاورة تجنّبا للاحتكاك، وهو ما جعل المسيرة تمرّ في الأخير متجهة نحو ساحة الأمم، حيث تلتقي المسيرات الاحتجاجية. وواصل سكان طنجة احتجاجهم على شركة التدبير المُفوّض "أمانديس" بمسيرات انطلقت من مختلف الأحياء وبدأت تلتئم واحدة تلو الأخرى في ساحة الأمم، حاملةً الشموع ومرددة شعارات مطالبة برحيل الشركة، ورافعة لافتات تدعو إلى إنقاذ ساكنة طنجة من فواتير "أمانديس" الصاعقة، بينما لوحظ اكتفاء سكان بعض الأحياء باحتجاجات رمزية عبارة عن شموع على الرصيف أو لافتات تفنّنوا في تشكيلها. ولوحظ منذ الزوال استعداد عدد من الأحياء للمسيرة بتجهيز اللافتات، وتوفير وسائل النقل، التي تسير في مقدمة المسيرات، إلى غير ذلك من الوسائل اللوجستيكية للتعبير عن الرفض لوجود الشركة. كما أطفأ سكان المدينة أضواء منازلهم ابتداءً من الساعة السابعة مساء، بينما تأخّر آخرون إلى الثامنة، بعد أن انتشرت دعوتان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إحداهما تنادي بإطفاء الأضواء لثلاث ساعات، بينما الأخرى طالبت بالاكتفاء بساعتين، باعتبار أن الأهمّ هو رمزية الفعل، رغم تأكيد آخرين على أن زيادة عدد ساعات إطفاء الأضواء يؤثر اقتصاديا على الشركة. واستجابت غالبية المنازل والمرافق للنداء، واكتفت جميعها بالشموع، حيث تواصل ذلك إلى غاية العاشرة مساءً، بينما خلت ساحة الأمم، على عكس السبت الماضي، من أي وجود أمني، وشوهدت سيارات أمن متوقفة في الطرق الفرعية المؤدية إلى ساحة الأمم، لكن لم يتم تسجيل أي تدخل باستثناء احتكاك ببني مكادة. وكانت شركة "أماندس" قد استبقت الاحتجاجات، أمس الجمعة، بالبدء في تطبيق أحد القرارات الصادرة عن لجنة الداخلية، والقاضي بأن يترك مستخدمو الشركة ملصقات تثبت تاريخ مرورهم وقراءتهم للعداد، وهي الملصقات التي لوحظت أمس على عدد من عدادات الماء والكهرباء. كما تم توزيع البلاغ الحامل لهذه القرارات الثمانية على عدد من المنازل والمتاجر، الجمعة مساءً، مع إلصاقه على عدد من الجدران.