بعد سنوات من الغياب والانسحاب "الطوعي" من المشهد السياسي، عاد الوزير الأول في حكومة التناوب، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وأحد أشهر قادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الرحمان اليوسفي، ليخطف الأضواء من غيره في الآونة الأخيرة، رغم أنه لا يتعمد ذلك، ولا يحرص عليه، تماما مثلما كان ناشطا سياسيا بارزا في بلاده وفي سنوات المنفى. ومهد اليوسفي ل"عودته" إلى المشهد العام بالمغرب، قبل أسابيع بحوار خص به صحيفة عربية، تحدث فيه عن "الربيع العربي" وعلاقته بالملك محمد السادس، والذي التقاه لاحقا قبل أسابيع قليلة في مراكش، وتبادلا أطراف حديث ودي برفقة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وهي الصورة التي استأثرت بفضول وانتباه الكثيرين، باعتبار تواري اليوسفي إلى الوراء منذ انتهاء تجربة "التناوب التوافقي المُجهض". اليوسفي بعد صورته مع الملك جنبا إلى جنب، والتي زكت تصريحه بأن العاهل المغربي يستشير معه أحيانا في بعض القضايا والملفات، منها تعيين الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، عاد للأضواء "مرغما لا بطلا"، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لاختطاف واغتيال رفيق دربه في النضال، الزعيم اليساري الراحل، المهدي بنبركة. اليوسفي حرص على أن يقود بنفسه مبادرة استحضار روح بنبركة، أحد رموز حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك في رسالة ضمنية ذات دلالات سياسية كثيرة، ليس أقلها بعث رسائل لمن "يهمهم الأمر" داخل حزب "الوردة" من أجل التفكير مليا في الواقع المزري الذي بلغه الحزب اليساري، كما أن اليوسفي أبان عن متابعته للشأن الحقوقي من خلال تضامنه مع المؤرخ والناشط، المعطي منجب، في إضرابه عن الطعام، داعيا إياه إلى إيقاف هذه المعركة المنهكة.