وجدت قيادة جبهة البوليساريو مخرجا من الأزمة التي تعيشها خلال الأشهر الأخيرة بعد الفيضانات التي شهدتها مخيمات تيندوف، حيث أعلنت تعليق جميع الأنشطة السياسية في المخيمات إلى حين تقييم الأضرار التي خلفتها التساقطات المطرية الأخيرة. وكان تساقط زخّات مطرية، خلال الأسبوع الحالي، كفيلا لكي ينهار عدد كبير من البيوت الطينية والخيام في ما يسمى ب"الولايات"، مما جعل البوليساريو تطلق نداء للمنظمات الدولية من أجل تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين. وفي الوقت الذي لم يعلن فيه إعلام الجبهة عن سقوط ضحايا، تزداد معاناة ساكنة المخيمات وطأة بانهيار عدد كبير من البيوت، فيما أضحى كثيرون منهم يعيشون في العراء بعد الفيضانات التي غمرت المخيمات، التي قسمتها قيادة الجبهة، أو ما يسمى ب"الحكومة الصحراوية"، إلى عدد من الولايات. وكانت "ولايات الداخلة وأوسرد" الأكثر تضررا بعد تهاطل الأمطار لسبعة أيام متتالية، حيث أكد الهلال الأحمر أن سكان المخيمات في حاجة إلى تدخل عاجل لتقديم مساعدات إنسانية من خيام، ومواد غذائية وأدوية، خاصة في ولاية أوسرد، التي عرفت خسائر مادية كبيرة في المنازل المبنية من الطين. وكشفت وسائل إعلام موالية لقيادة البوليساريو أن الهلال الأحمر، بالتعاون مع وكالات الأممالمتحدة العاملة بالمخيمات، يجري تقييما لحجم تلك الخسائر والاحتياجات العاجلة، حيث تم تشكيل لجنة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة "يونيسيف" ومنظمة "أوكسفام" لتقييم الخسائر وحصر الاحتياجات العاجلة. الهلال الأحمر أكد أن الآلاف من الخيام والبيوت قد انهارت، وصل عددها في "ولاية الداخلة" فقط 1200، فيما تضرر في "ولايات أوسرد والعيون والسمارة وبوجدور" حوالي 1350 بيتا وخيمة، مما ينبئ بكارثة إنسانية جديدة تتهدد ساكنة مخيمات تيندوف. هذه الفيضانات التي عرفتها المخيمات دفعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو إلى تعليق جميع أنشطتها إلى حين تقييم الأضرار واستقرار الأوضاع. وأعلنت اللجنة في بلاغ لها أنها، بعد "تدارسها للأوضاع المترتبة عن التساقطات المطرية وما أحدثته من أضرار مادية، وبعد إجراء الاستشارات القانونية الضرورية"، قررت "تعليق المواعيد المتعلقة بالندوات السياسية التحضيرية التي لم تنطلق بعد وما يرتبط بها من إجراءات وتحضيرات"، على حد تعبير البلاغ.