كم جميل أن تعبر لشخص عزيز على قلبك عن حبك الصادق له، ويقابلك بنفس النغمة (أبا أو أما، أخا ،زوجا أو حتى صديقا...) لكن هل نحن بحاجة للبحث عن يوم للتعبير فيه عن الحب كيوم الفالانتاين؟ وهل نحن بحاجة للبحث عن الحب وسط الكثبان الرملية، فوق صحراء "قيس وليلى" وعلى متن باخرة "titanic" ؟ وماذا لو كان هذا التعبير بمكان يختلف عن كل الأمكنة ، ميدان شهد وسيشهد عبر العصور أن دماء شهداء الثورة هي من رسمت خطوط طوله وعرضه،ميدان لا صوت يعلو فيه، غير صوت الحرية والكرامة،والعدالة الاجتماعية... تتذكرون مشهدا عرضته الفضائيات ،وشبكة الإنترنت عبر الفايسبوك،مشهد عقد قران شابين مصريين وسط ميدان التحرير ،والملايين من فئات الشعب المصري باركت هذا الزواج، زواج مبارك من الأقباط قبل المسلمين ،من شباب 6 أبريل وشباب 25 يناير،من أحزاب وقيادات سياسية ،شبابا وشيبا،ترفعوا عن كل الأحقاد،عن كل الحسابات السياسية،عن كل الصراعات الفكرية،وعلت قيمة الحب ... حيث تزواجت قيمة الحب على أرض الميدان وضربت عرض الحائط أكذوبة الفتنة الطائفية، التي كانت من صنيعة النظام السياسي البائد والمخلوع، لضمان شرعيته التي طال أمدها، لكن إرداة الشعوب لا تُقهر... وشاءت الأقدار أن يُرفع إلى جانب شعار شباب الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام" ،هتافات من قبيل" العريس يريد إسقاط النظام" ،"العريس مش هيمشي هو يمشي" في رسالة منهم إلى أن الحب سينتصر على الاستبداد، وينتصر على الظلم والاظطهاد... ومن ثمار هذه الثورة،ثورة العزة والكرامة هو تحقق الوحدة الوطنية ،بين الأقباط والمسلمين وسط ميدان التحرير،حيث رأينا بأم أعيننا كيف أن المسلمين يؤدون صلواتهم الخمس في الميدان، بينما إخوتهم الأقباط شكلوا درعا بشريا لحمايتهم ،وفي ذات الوقت قام المسلمون بحراسة إخوانهم الأقباط ،حينما كانوا يؤدون قداسهم لأول مرة خارج الكنسية في ميدان التحرير،سجل يا تاريخ... وأصبح بذلك ميدان التحرير ألبوما مفتوحا لذكريات المصريين،ول "سعفان وعلا" اللذان قررا عقد القران وسط هتافات شباب الثورة الأبي ،حيث شاركتهم الفرحة جموع المصريين ،على أنغام "يا حبيبتي يا مصر" لشادية،و"مصر تتحدث عن نفسها"لكوكب الشرق أم كلثوم... كم عظيم شباب أرض الكنانة،سطروا بدمائهم تاريخ مصر الجديد،مصر الحب والكرامة، مصر الحرية والعدالة الاجتماعية،مصر الديمقراطية والحداثة،مصر الوحدة الوطنية... رسالة شباب الثورة المصري، ترسخت في أذهان كل مواطن عربي ، أن الشعوب قادرة أن تزرع الفرحة من قلب المأساة ، أن تخلق وحدة وطنية من دون حاجة لندوات أو مؤتمرات، أو حتى مخابرات شغلها الشاغل قمع الشعوب الحرة والكريمة... من رحم ميدان التحرير،زُرعت قيمة الحب الفالانتايني الحقيقي " حب الوطن" ،فعوض قلوب مصطنعة من حبات الشوكولا والورود الحمراء ،صنع شباب الثورة، قلوبا حقيقية بدماء الشهداء الطاهرة، سجل يا تاريخ [email protected]