عادت الجائزة الكبرى لمهرجان "أوروبا- الشرق" للفيلم الوثائقي بأصيلة، في دورته الثالثة، إلى فيلم "الملجأ" لمخرجه السويسري فيرناند ميلغار، وهو يحكي فصول معاناة إنسانية لمشرّدين آملين في الحصول على وجبة ساخنة وسرير، أمام قبو مخصّص للإيواء، إبان فصل الشتاء وبقلب مدينة لوزان. الكشف عن التتويجات عادت ضمنه جائزة السيناريو لفيلم "عداؤو المسافات الطويلة" الحامل لتوقيع مخرجته الإسبانية إيزابيل فرنانديز، بينما حاز "جائزة التفرّد" فيلم "مرسيدس" للمخرج اللبناني هادي زكّاك. أما فيلم "أجي- بي، نساء على مدار الساعة" لمخرجته المغربية رجاء الصديقي، والذي يحكي قصة مهاجرة منحدرة من دولة إفريقية جنوب الصحراء الكبرى، تدور أطواره في شوارع الرباط، فقد نال تتويجا مزدوجا بحصوله على جائزة أحسن إخراج، وجائزة "الجزيرة الوثائقية". كما شهد الحفل الختامي للمهرجان، الذي أقيم عشية أمس بمكتبة بندر بن سلطان بأصيلة، تكريم عدد من الوجوه التي لها صلة بالفيلم الوثائقي، والصّورة عموما، حيث سلمت دروع تقديرية للجنتيْ التحكيم؛ وهما لجنة المسابقة ولجنة جائزة الجزيرة الوثائقية، وكذا الإعلامية المغربية خديجة رشّوق، صاحبة برنامج "تيفاوين"، إضافة إلى الرحالة والباحث المغربي محمد خموش. كما تسلمت إدارة المهرجان، من جانبها، ممثلة في شخص الإعلامي عبد الله الدامون، درعا تكريميا من مركز الجزيرة للتدريب والتطوير. وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في كلمة له بالمناسبة، هنّأ المنظمين على نجاح دورة العام 2015 من مهرجان "أوروبا الشرق" للفيلم الوثائقي، مردفا أن الفكرة كانت حلما مازجه طموح وإرادة، فتحوّل إلى واقع وتقليد وطني بإشعاع دولي. وأضاف الخلفي أن قادم الأيام سيشهد تنظيم مهرجان وطني جديد للفيلم الوثائقي، يعالج كلّ ما له علاقة بتاريخ وواقع الثقافة الصحراوية الحسانية، "حيث سيكون مناسبة للتقييم والتمحيص، والارتقاء بجودة الأفلام الوثائقية المُنجزة حول الصحراء المغربية، خصوصا أننا نتعرض لعملية تزوير تطال التاريخ المغربي الصحراوي، وقلب للحقائق وتزييف للوقائع، لا يمكن أن يفنّده إلا المبدعون"، بناء على تعبير الوزير. وفي ختام المهرجان، أعلن رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، عبد الله أبو عوض، عن وجود عزم لتنظيم أيام وطنية للفيلم الوثائقي، في العام القادم، كمحطة ستحاول المزج بين ما هو إبداعي وما هو أكاديمي. يذكر أن اليوم الأخير من التظاهرة الفيلمية قد شهد، أيضا، تسليم جوائز تقديرية لمجموعة من التلاميذ الذين شاركوا في ورشات المهرجان التكوينية الإبداعية، وأنتجوا فيلمين بالمناسبة هما: "في الذاكرة" و"لنا كلمة"، شارك في كلّ واحد منهما 10 من نفس المتمدرسين.