أدان حزب "بوديموس" الإسباني وضعية المهاجرين واللاجئين بمدينتي سبتة ومليلة وشبه مراكز الإيواء بهما بسجن "غوانتانامو"، وذلك بسبب الوضعية المزرية التي تشهدها هذه المرافق من غياب لأطر العمل والمساعدين والأطباء والمحامين، إذ عبر وفد حزب "بابلو إغليسياس"، الذي زار ثغر مليلية مؤخرا، عن صدمته من الوضع المأساوي للفارين من مناطق الصراع بحثا عن الحماية الدولية. وقالت الناطقة الرسمية باسم الوفد والناشطة الحقوقية، ماربيل مورا، خلال مؤتمر صحفي، إن ممثلي الأحزاب المشاركة في الزيارة كانوا على علم بالأوضاع غير الإنسانية بمراكز الإقامة المؤقتة للمهاجرين، المعروفة اختصارا ب "CETI"، وأضافت: "رؤيتنا للظروف الصعبة التي يعيش فيها الفارون من ويلات الحرب أصابتنا بالذهول"، مؤكدة أن حزب "بوديموس" سيتخذ إجراءات عاجلة لتدارس الوضع. وأضافت القيادية ببرلمان الأندلس أنه كان للوفد لقاء بمندوب الحكومة في مليلية، عبد الملك البركاني، الذي أثار بعض المشاكل التي تواجه النزلاء، والمتمثلة أساسا في غياب الأطر وندرة الوسائل المتاحة للقيام بعملها في أحسن الظروف، بالإضافة إلى الاكتظاظ، إذ إن الطاقة الاستيعابية ل"CETI" محددة في 500 شخص، إلا أنها تأوي حاليا ما يزيد عن 1700 مهاجر ولاجئ. الوفد عبر عن قلقه من فشل دولة إسبانيا في تطبيق توصيات "أمين المظالم"، الداعية إلى توفير الرعاية اللازمة للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء وطالبي اللجوء، كما وجه انتقادات للطريقة التي تتبعها السلطات الأمنية المرابطة بالخطين الحدوديين لتأمين حركة المرور، لاسيما أن التدافع الحاصل يوميا على مستوى نقط العبور يتسبب في جرح وإصابة العديد من الراغبين في دخول "التراب الإسباني". من جهته، قال نائب حزب "بوديموس" بالبرلمان الأوروبي، ميغيل أوربان، إن المرافق المعدة لإيواء المهاجرين واللاجئين بمدينة مليلية تغيب فيها أبشط شروط العيش الكريم، ولا تصلح أبدا للعيش، وتعرف الازدحام والاكتظاظ، مردفا بأن "مضايقات الشرطة المغربية تسببت في بروز عصابات المتاجرة في البشر تنهج أساليب غير قانونية كبيع وشراء وثائق مزورة بغية تهجيرهم"، وفق تعبيره. وتابع النائب، ميغيل أوربان، أن "ضعف الخدمات المقدمة والموارد البشرية هو نتيجة لغياب إرادة سياسية واضحة من طرف الحكومتين المحلية والمركزية، وأن الانتهاك الحاصل بشأن الالتزامات الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان كانت وراءه مصالح جيوستراتيجية وتجارية وسياسية، كما أن السلطات رأت في الأعداد الكبيرة من اللاجئين والمهاجرين تجارة مربحة بالنسبة للثغرين المحتلين".