أولت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها لعدد من القضايا الدولية ، وعلى رأسها التدخل الروسي في سوريا على خلفية الضربات الجوية التي أصبحت تشكل مصدر قلق لبلدان منظمة الحلف الاطلسي، وأزمة الهجرة في أوروبا خاصة في ألمانيا ، بالاضافة الى قرار توقيف جوزيف بلاتر وميشيل بلاتيني من "الفيفا" لمدة 90 يوما. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بالعملية العسكرية الروسية في سوريا حيث كتبت صحيفة " لافونير" أن الجيش السوري استفاد من التدخل العسكري للطيران والبحرية الروسية، بعد اسبوع من بدء الضربات التي أعطت نفسا جديدا لنظام بشار الأسد . وأضافت الصحيفة أن هيئة الأركان العامة للجيش السوري لا تخفي ارتياحها لان الضربات الروسية ساعدت على إضعاف تنظيم "الدولة الإسلامية" وغيرها من الجماعات المسلحة ، كما ساعدت قوات النظام في ميدان المعارك. وتحت عنوان '' الناتو قلق جراء التصعيد الروسي في سوريا" ، كتبت صحيفة '' لوسوار" أن التدخل العسكري الروسي اضطر الناتو للرد من خلال العمل على تعزيز مواقع الحلفاء وحمايتها من أي احتمال طارئ. وقالت الصحيفة إنه بعد تدخل القوات الروسية في أوكرانيا وأثاره السلبية، ضاعف التحالف الأطلسي من قواته التي أصبحت تضم 40 ألف عسكري . أما صحيفة "لا ليبر بلجيك" فأكدت أن التحالف الاطلسي يريد أن يؤكد أنه قادر على ثني روسيا عن التهديد أو اختبار القوات الأوروبية الأطلسية مشيرة مع ذلك، الى أن لا موسكو ولا واشنطن ولا بروكسل يرغبون في دخول مواجهة عسكرية. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (ليبراسيون) إلى ملف الهجرة خاصة في المانيا التي بدأت في مراجعة سياستها ل"الابواب المفتوحة " في مواجهة التدفق المستمر للاجئين، خاصة بعد الاحداث التي شهدتها مراكز الاستقبال. وأضافت أن موقف الرأي العام الالماني تغير بشأن هذه القضية، اذ أفاد استطلاع للرأي أنجز مؤخرا بأن 44 في المائة من الالمان يعتبرون ان الهجرة تتضمن عدا من الجوانب السلبية، مقابل 35 في المائة يرون العكس. وقالت الصحيفة ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تدرك التحدي الذي يمثله استقبال وادماج اللاجئين والمهاجرين. من جهتها كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان بلدان الاتحاد الاروبي تأمل في تعزيز المراقبة على الحدود الخارجية لاروبا من اجل الحفاظ على فضاء شينغن بشكل افضل من خلال احداث هيئة اروبية لحراسة الحدود. ويتعلق الامر تضيف الصحيفة- باستئناف مراقبة الحدود بين اليونان وتركيا، مشيرة الى ان الاتحاد الاروبي ليس لديه وقت للتقاعس ذلك ان ازيد من 560 الف طالب لجوء وصلوا الى اروبا عبر البحر الابيض المتوسط منذ بداية السنة منهم 428 الف يوجدون في اليونان بحسب آخر تقديرات المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين. وفي موضوع آخر تناولت صحيفة (لوموند) الغارات التي شنها الطيران الامريكي على مستشفى لمنظمة اطباء بلاد حدود بافغانستان مشيرة الى ان اعتذارات الرئيس أوباما لا تعفي الولاياتالمتحدةالامريكية من تهم ارتكاب جرائم حرب بحسب منظمات غير حكومية. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بتوقف حركة القطارات فائقة السرعة الرابطة بين إسبانيا وفرنسا، صباح أمس الخميس في كاتالونيا (شمال شرق البلاد)، والذي قد يكون ناجما عن "عمل تخريبي"، بحسب الشرطة المحلية. وكتبت (أ بي سي)، تحت عنوان "تسع ساعات من الفوضى بالسكك الحديدية"، أنه تم قطع الألياف البصرية التي تزود القطارات في مقطع ليست به كاميرات مراقبة ، مضيفة أن وزيرة التجهيز، آنا باستور، وصفت ب"الخطير للغاية" هذا الحادث الذي مس نحو أربعين قطارا، وأزيد من 13 ألف مسافر بين أكبر مدينتين اسبانيتين، مدريد وبرشلونة. من جهتها أوردت (إل باييس) أن الشرطة المحلية بجهة كتالونيا تعتقد أن هذا التوقف ناجم عن عمل تخريبي، مشيرة إلى أن مصالح الأمن تحاول تحديد هوية من قاموا بقطع الألياف البصرية على خطي السكة الحديدية، والتي هي ضرورية لضمان التواصل بين القطارات فائقة السرعة. وفي سياق متصل أوردت (إل موندو) أن وزارة التجهيز الإسبانية حذرت حكومة جهة كتالونيا من المخاطر التي قد تتهدد خط القطار فائق السرعة بهذه الجهة، لا سيما بسبب الزيادة الملحوظة لأعمال التخريب التي ترتكب ضد مرافق السكك الحديدية. وأشارت اليومية إلى أن عمليات سرقة الأسلاك النحاسية تشكل أكبر تحد أمني لشبكة السكك الحديدية بإسبانيا، مبرزة أن هذا النشاط غير المشروع يولد عائدات سنوية تقدر بنحو ثلاثة ملايين أورو. أما صحيفة (لا راثون)، التي أوردت أن سرقة النحاس أمر شائع في كتالونيا وغالبا ما يتسبب في تعطيل خدمات السكك الحديدية بالمنطقة، فأشارت إلى أن وزيرة التجهيز قررت فتح تحقيق لتوضيح الحقائق وتجنب وقوع حوادث أخرى مماثلة. وفي ألمانيا اهتمت الصحف المحلية بقرار توقيف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني ورئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر، عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم لمدة 90 يوما ، وبالجدل القائم في ألمانيا حول أزمة اللاجئين . وهكذا كتبت صحيفة (تاغسشبيغل) أن ميركل عندما ظهرت في التلفزيون للحديث عن أزمة اللاجئين الراهنة ، دافعت عن سياستها بقوة ضد الانتقادات التي وجهت لها خاصة في صفوف حزبها ، مؤكدة أنها ستستمر في سياسة اللاجئين الإنسانية وهو ما تراه الصحيفة ، خطر على مستقبلها السياسي خاصة وأن شعبيتها قد انخفضت وفق نتائج استطلاعات للرأي. صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) اعتبرت أن الموقف الحاسم الذي أظهرته المستشارة "أمر مدهش " يدل على أنها تتصرف بشكل عملي ، حتى ولو أن قاعدة الحزب الاجتماعي المسيحي حليفها ، أخذت مسافة من هذه القرارات ، إلا أنها ترى أن على ميركل بذل جهد أكثر من أي وقت مضى لإيجاد حل لقضية اللاجئين في ألمانيا. وبخصوص قرار توقيف بلاتر وبلاتيني ، كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) تحت عنوان "لقد حان الوقت ، كي يسقط بلاتر من عرش الفيفا " ، أن ميشيل بلاتيني أضيف إلى بلاتر ، في التوقيف وتعليق جميع أنشطتهما ، بعد أن احتلا أعلى منصب دولي وأوروبي في عالم كرة القدم. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان هذا القرار نقطة تحول فعلية في كرة القدم. صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) كتبت من جهتها أن القرار تم اتخاذه بسرعة اثر ضغط الشركات الأمريكية الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، ك(كوكا كولا) للمشروبات الغازية و(ماكدونالدز) للوجبات السريعة وفيزا للبطاقات الائتمانية من بلاتر (79 سنة) والمطالبة باستقالة بلاتر فورا . واعتبرت الصحيفة أن الاتحاد أظهر من خلال هذا القرار وبهذه السرعة أن " الفيفا رغم ذلك مازالت تطغى عليها لغة المال ". من جهتها علقت صحيفة (لاندستسايتونغ) على رد فعل اتحاد (الويفا) على القرار القاضي بوقف رئيسه بلاتيني مشيرة إلى أن (الويفا) يؤكد دعمه المطلق له في إجراءات الطعن على القرار . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن الاتحاد سيعمل ويقوم بكل الجهود ويبحث عن كل الحلول القانونية للخروج من هذه القضية التي يطالب فيها الاتحاد بلاتيني بتقديم توضيحات حول تلقيه مليوني فرنك سويسري من بلاتر سنة 2011.