أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، أبرز اهتماماتها، لإشكالية الهجرة بأوروبا، والتي زادت حدتها بعد قيام السلطات المجرية بوقف القطارات التي تحمل اللاجئين إلى ألمانيا. كما تطرقت إلى مواضيع أخرى، منها شريط الفيديو الذي انتشر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الذي يظهر الكيفية التي دافعت بها أسرة طفل فلسطيني عنه حينما حاول جندي إسرائيلي اعتقاله. فبخصوص أزمة الهجرة، كتبت صحيفة (لاكروا) الفرنسية أنه إذا كان الأروبيون يعتزمون البقاء أوفياء لقيمهم، فانه يتعين التوصل على وجه السرعة الى اتفاق حول هذه المبادىء، مشيرة الى ان المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، اكدت انه اذا تمت اقامة حواجز داخلية فان ذلك سيضع حرية التنقل بفضاء (شينغن) موضع شك. وذكرت الصحيفة ان المستشارة الالمانية تدعم مقترحات المفوضية الاروبية الرامية الى تنظيم ومراقبة المهاجرين بشكل دائم، أساسا من خلال التزام كافة البلدان الاروبية بمساطر البحث داخل فضاء شينغن، واحداث مواقع اروبية بكل من ايطاليا واليونان من اجل تسجيل طلبات اللجوء، ووضع نظام دائم للتوزيع، مبرزة ان هذا النقاش المتوتر يعكس قوة ازمة الهجرة. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) ان دعوة المستشارة الالمانية الى الالتزام بقيم القارة تشكل تحذيرا من الحد من حرية التنقل، مشيرة الى ان الامر يتعلق بتحذير غير مسبوق اطلقته انغيلا ميركل في 31 غشت المنصرم، في محاولة لتشكيل جبهة اوروبية مشتركة حول الهجرة. واضافت أن ميركل دعت الى التشبث بالقيم الاوروبية بهدف حث شركائها على التضامن في مواجهة تدفقات المهاجرين القادمين من بلدان تعيش حالة حرب، مبرزة ان الاتحاد الاروبي يبدو بعيدا عن توافق بشأن الاجوبة على ازمة الهجرة. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان ميركل تدعو الى الانفتاح بخصوص ازمة الهجرة، مضيفة ان التحدي مزدوج بالنسبة لالمانيا، ويكمن في استقبال عدد غير مسبوق من طالبي اللجوء الفارين من الحرب في بلدانهم، وترحيل المهاجرين لاسباب اقتصادية الى بلدانهم. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (لاراثون) الاسبانية تحت عنوان "قطارات نحو أي مكان" أن مدريد، التي وافقت على استضافة كحد أقصى 2739 لاجئ من دول أوروبية، تظل منفتحة لاستقبال عدد أكبر شريطة أن "تحترم أوروبا الاتفاقات". وأضافت الصحيفة أن محطة القطار الرئيسية في عاصمة المجر بودابست شهدت، أمس الثلاثاء، اشتباكات بين مسؤولين أمنيين واللاجئين الراغبين في السفر إلى ألمانيا، في أعقاب قرار السلطات المجرية منع الأشخاص الذين لا يتوفرون على تأشيرة السفر من ركوب القطار. أما صحيفة (إلباييس) فأكدت أن أزمة الهجرة تفوق التوقعات، مشيرة الى أن الآلاف من اللاجئين عالقين بمحطة القطار ببودابست، مما تسبب في توترات واشتباكات بين اللاجئين اليائسين وقوات الأمن في هذا البلد. من جانبها، كتبت صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "أوروبا لا تنفذ قوانينها الخاصة" أنه بسبب تعاملها مع أزمة الهجرة، فإن أوروبا تنتهك ست اتفاقيات دولية، بما فيها الإعلان العالمي والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان. ولاحظت الصحيفة أن محكمة ستراسبورغ هي المؤسسة الأوروبية الوحيدة المؤهلة للنظر في هذه القضية، لكن لا يمكنها إصدار أحكام على أساس حالات فردية. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت أن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، الذي وصف الأزمة بأنها "أكبر التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي"، طالب من الاتحاد وضع سياسة مشتركة في هذا المجال، قبل النظر في توزيع حصص اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. من جانبه، انتقد كاتب افتتاحية صحيفة (لافونير) البلجيكية تصريحات بعض الساسة البلجيكيين بشأن تدبير أزمة الهجرة، مشيرا، بهذا الخصوص، الى ان هذا الملف افقد بعض المسؤولين ملكات التفكير. وقالت الصحيفة ان ملف اللاجئين لا يعاني فقط من الهواية السياسية، ذلك انه يتعين وزن الكلمات والعمل على سيادة روح التضامن والانفتاح. أما صحيفة (لادينيير أور) فنشرت، من جهتها، تصريحا للرئيس التشيكي السابق فاكلاف كلاوس قال فيه ان اوروبا تتجه نحو الانتحار باستقبالها عددا لا محدودا من المهاجرين، مضيفا انه اذا كانت اوروبا ترغب في السير ضمن هذه الطريق فلتفعل لكن دون موافقة التشيك. في المنحى ذاته، أشارت صحيفة (افتنبوستن) النرويجية إلى أن العديد من أماكن تجمع النازحين في بلغراد تعرف تكدسا لمئات من الأفراد الذين يتواجد العديد منهم في الحدائق العامة. وأضافت الصحيفة أن الرضع والأطفال ينامون على الأرض بين القمامة والأوساخ، مشيرة إلى أن هذه المدينة أصبحت محجا للكثير من اللاجئين باعتبارها محطة لمواصلة الطريق إلى المجر وفضاء شينغن. من جهتها، اهتمت صحيفة (داغبلاديت) بمعاناة الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى شريط الفيديو الذي انتشر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الذي يظهر الكيفية التي دافعت بها أسرة طفل فلسطيني عنه حينما حاول جندي إسرائيلي اعتقاله. وأضافت الصحيفة أن هذا الحادث الذي وقع في منطقة فلسطينية من قرية النبي صالح أثار جدلا في كل من إسرائيل وفلسطين. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه كثير من الفلسطينيين في الحادث هجوما لا معنى له على الطفل، يعتقد بعض الاسرائيليين أن الجندي أظهر الجبن عندما فشل في توقيف الطفل. وفي موضوع آخر اهتمت الصحف الهولندية بمشروع القانون المقترح من قبل الحكومة من اجل توسيع سلطات مصالح الاستخبارات في مجال الاتصالات، حيث كتبت صحيفة (دو فولكسرانت) ان المعهد الهولندي لحقوق الانسان وصف النص الجديد بانه "غير متوازن بشكل خطير" اذ يتيح لمصالح الاستخبارات رصد عدد كبير من المكالمات الهاتفية، والاتصالات على شبكة الانترنيت من اجل جمع المعلومات، مشيرا الى ان ذلك يعني انه اصبح بامكان الحكومة التجسس على كافة الهولنديين مما يشكل خرقا مكثفا للحياة الخاصة. بدورها، قالت صحيفة (إن. إر.سي) ان القانون الجديد في صيغته الحالية يعطي وزارة الامن والعدالة سلطة القرار بشأن من يمكن التجسس عليه دون الحاجة الى موافقة قاض او هيئة قضائية مستقلة عن الحكومة.