أولت غالبية الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، أبرز اهتماماتها لتنامي موجة تدفق اللاجئين والمهاجرين السريين على القارة العجوز وتزايد المآسي الناجمة عن هذه الظاهرة. كما تطرقت لخبر استدعاء السفير البريطاني بالقاهرة على خلفية تصريحاته بخصوص الحكم بالحبس على ثلاثة من صحافيي قناة (الجزيرة)، فضلا عن متابعتها لمؤشرات المناخ الاقتصادي العالمي المتسم بعدم اليقين. فبخصوص أزمة اللاجئين والمهاجرين إلى القارة الأوروبية، خاصة إلى البلدان التي تعرف أوضاعا مضطربة،أشارت صحيفة (داغبلاديت) النرويجية إلى أن الأنظار باتت مركزة في الأيام الأخيرة على النمسا بعد وفاة 71 شخصا الخميس الماضي في إحدى الشاحنات، مضيفة أن من بين القتلى الذين عثر عليهم في مؤخرة الشاحنة على طريق سريع في الحدود المجرية-النمساوية، رضيعة وثلاثة أطفال آخرين، يعتقد أنهم من اللاجئين السوريين والأفغان. وذكرت الصحيفة أنه تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذه المأساة الإنسانية التي تبرز مدى حجم معاناة اللاجئين الذين يتوجهون إلى أوروبا. ومن جانبها، أكدت صحيفة (في غي) أن مصالح الطب الشرعي النمساوي لم تصدر تقريرها حول حادث وفاة اللاجئين في شاحنة التبريد، مشيرة إلى أن مهربي البشر أجبروا راكبي الشاحنة على التكدس فيها لإيصالهم إلى النمسا، وأن الشاحنة المصممة لنقل منتجات اللحوم لم يكن بها فتحات تهوية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى الدعوة التي وجهت لوزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الأوضاع المستجدة حول أزمة المهاجرين واللاجئين. وأضافت أن الاجتماع سينعقد في شتنبر المقبل لمناقشة الكيفية التي ستتم بها مواجهة أزمة تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وكذا تقييم الوضع وبحث التحركات السياسية الجارية والخطوات المقبلة لتعزيز الإجراءات الأوروبية. وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (إلموندو) الإسبانية أن "أوروبا وقفت ضد بناء جدار من قبل حكومة بودابست" لمنع وصول اللاجئين السوريين إلى المجر. وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة أن المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، والإيطالي، ماتيو رينزي، طالبوا بلدان أوروبا الشرقية بالمزيد من التضامن مع اللاجئين القادمين من سورية، مشيرة إلى أن بروكسل دعت أيضا إلى عقد "اجتماع طارئ" في 14 شتنبر حول هذا الموضوع. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن الدول الأوروبية أعربت عن غضبها إزاء الإجراءات التي اتخذتها السلطات المجرية للحد من تدفقات الهجرة، بما في ذلك استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، مضيفة أن ميركل طلبت من سلطات البلدان المعنية اعتماد المرونة في عملية طرد اللاجئين السوريين. وكتبت صحيفة (إلباييس) من جانبها أن ألمانياوفرنسا دعيا الدول الأوروبية إلى اتخاذ تدابير مشتركة لمعالجة مشكلة الهجرة، مشيرة إلى أن أزمة الهجرة التي تعرفها أوروبا تسبب توترات وخلافات بين البلدان الأعضاء. وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أنه ستتم مناقشة قضية الهجرة خلال الاجتماع المقرر عقده اليوم الاثنين في برلين بين رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. أما صحيفة "لا راثون" فأشارت إلى أن الشاحنة التي عثر عليها يوم السبت الماضي في النمسا، وعلى متنها 26 مهاجرا من سورية، مسجلة في إسبانيا، وأن إنقاذ هؤلاء المهاجرين مكن من تجنب مأساة جديدة، في إشارة إلى وفاة 71 لاجئ في شاحنة مهجورة على طريق سريع على بعد 50 كيلومترا من العاصمة النمساوية فيينا. وفي المنحى ذاته، كتبت صحيفة (دياريو نوتيسياس) البرتغالية أنه في الوقت الذي يتبادل فيه السياسيون الأوروبيون الاتهامات، يواصل آلاف الأشخاص المخاطرة بحيواتهم، في محاولة لاجتياز البحر الأبيض المتوسط، مضيفة أن سبعة لاجئين لقوا أمس حتفهم في عرض سواحل ليبيا. وقالت إن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، وصف أمس ب"الفضيحة" موقف البلدان الأوروبية التي ترفض استقبال مزيد من اللاجئين، مضيفة أن المستشارة الألمانية دعت بدورها إلى مزيد من التضامن من قبل الدول ال28 من أجل توزيع أفضل للمهاجرين. وفي السياق ذاته سلطت صحيفة (الغارديان) البريطانية الضوء على الدعوة التي أطلقتها لندنوبرلين وباريس الى الرئاسة الأوروبية من اجل عقد اجتماع لوزراء الداخلية والعدل خلال الأسبوعين المقبلين حول قضية الهجرة. وأضافت الصحيفة أنه يتعين على الوزراء الأوروبيين، خلال هذا الاجتماع، بحث الوسائل التي يتعين اعتمادها باليونان وإيطاليا من أجل إنشاء مراكز لتحديد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من وضع اللاجئ والمهاجرين السريين لدوافع اقتصادية. وفي موضوع آخر، تطرقت صحيفة (دايلي تيلغراف) إلى استدعاء السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسون من قبل وزارة الخارجية المصرية على خلفية تصريحاته بخصوص الحكم على ثلاثة صحافيين بقناة (الجزيرة). وأضافت الصحيفة أن السفير البريطاني قال إن استقرار مصر يجب أن يرتكز على حرية الصحافة والتعبير،وذلك عقب الحكم على صحافيي القناة المذكورة بثلاث سنوات حبسا لعملهم بمصر بدون ترخيص، ونشرهم صورا تسيء إلى صورة البلاد. وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (لوموند) بمستجدات السوق الدولية، مشيرة إلى أن مناخ عدم اليقين المرتبط بالاقتصاد الصيني وبالسياسة النقدية الأمريكية يشل مبادرات المستثمرين. وأضافت أن الانهيار الأخير لبورصة شنغهاي وموجات الصدمة التي امتدت إلى المؤشرات العالمية الأخرى اختتمت مرحلة صيفية عاصفة، مضيفة انه بالنسبة للمستثمرين، يتعلق الأمر بمؤشر لتباطؤ اقتصاد الصين. ومن جهتها، سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على ملف التربية والتعليم بفرنسا بمناسبة الدخول المدرسي،معتبرة أن هذا الملف سيكون أهم قضية وأكبر ورش خلال هذه العشرية. وأضافت أن اليسار أنهى السنة الدراسية المنصرمة بإصلاح طموح، انتقد من قبل البعض، وكان محط ترحيب من قبل الكثير، مبرزة انه على الرغم من الإصلاحات، هناك الكثير مما يتعين القيام به من أجل تحفيز الأساتذة والتلاميذ على "العودة إلى المدارس، وأساسا البقاء فيها". ومن جانبها، تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى الدعوة التي أطلقت من قبل برلين وباريس ولندن من أجل تعبئة أوروبية حول قضية الهجرة، بعد تزايد مآسي المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا. وأضافت أن وزراء داخلية ألمانياوفرنسا وبريطانيا دعوا الأحد إلى تنظيم اجتماع لوزراء الداخلية والعدل خلال الأسبوعين المقبلين حول هذه القضية. وأشارت إلى أن اجتماعا أوروبيا حول هذه القضية يتوقع أن يعقد يوم ثامن أكتوبر المقبل بباريس، لكن الوزراء اكدوا على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل مواجهة التحدي الذي تمثله ظاهرة الهجرة.