يقوم رئيس الوزراء الفرنسي الاثنين بزيارة كاليه، شمال فرنسا، التي يحتشد فيها المهاجرون او اللاجئون الراغبون في الوصول الى بريطانيا، ليؤكد دور فرنسا في معالجة ازمة الهجرة التي تعصف بأوروبا. وقد القى مانويل فالس الاحد خطابا تميز بوعوده السخية حول استقبال المهاجرين، على غرار عدد كبير من المسؤولين الاوروبيين الذين دافعوا عن حق اللجوء. وقال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي الاحد ان "على اوروبا ان تتوقف عن الانفعال والتأثر وأن تبدأ بالخطوات العملية. يتعين علينا ان نختار في النهاية ... سياسة هجرة اوروبية تترافق مع حق اللجوء في اوروبا". واوضح مانويل فالس ان من الضروري "استقبال المهاجرين الهاربين من الحرب والاضطهاد والتعذيب والقمع، ومعاملتهم معاملة كريمة وايواءهم وتوفير الرعاية لهم". وسيرافقه خلال زيارته ظهر الاثنين مفوضان اوروبيان، هما نائب الرئيس فرانس تيمرمانس والمفوض المسؤول عن مسائل الهجرة ديمتريس افراموبولوس. واعلن مانويل فالس ان الهدف من الزيارة هو التأكيد على ان "فرنسا اختارت المبادرة مع المانيا"، كما يقول المقربون منه. وتعد برلين ابرز من يمنح اللجوء في الاتحاد الاوروبي. وتنوي باريس منح 60 الف اذن بالاقامة هذه السنة، اما برلين فستمنح 800 الف شخص هذا الحق. وقد تسببت مسألة المهاجرين التي ستكون موضوع اجتماع وزاري للاتحاد الاوروبي في 14 ايلول/سبتمبر، بأزمة ديبلوماسية محدودة بين باريس وبودابست. فوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وصف الاحد موقف بعض بلدان اوروبا الشرقية بأنه "مخز" وسمى المجر، ودعا الى ازالة الحواجز بين البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. ورد وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو على هذه الانتقادات ووصفها بأنها "صادمة" واستدعى الاثنين ديبلوماسيا في فرنسا ببودابست. وعلى "طريق البلقان" يتابع الاف المهاجرين الذين يشكل السوريون والعراقيون والافغان القسم الاكبر منهم، رحلتهم الى فضاء شنغن، مشيا او بالحافلات او القطار. وواصل مئات منهم الاحد اجتياز الحدود الصربية-المجرية، على رغم انتهاء المجر من اقامة سياج من الاسلاك الشائكة على امتداد حدود طولها 175 كلم. وقد سجلت وصول 50 الف لاجىء في آب/اغسطس. ودخلت اعداد قليلة من المهاجرين المجر عبر الزحف تحت الاسلاك الشائكة التي ما زالت خرق من الثياب الممزقة عالقة فيها. وقد سلك القسم الاكبر منهم طريقا للسكة الحديد لا تزال مفتوحة وتسلكها القطارات ببطء شديد. وينتشر عناصر من القوات الخاصة للشرطة في الحقول مع كلاب الحراسة المكممة. وفي جنوب صربيا، كانت السورية سمر (40 عاما) الام لولدين جالسة في مركز بريسيفو المغبر لاستقبال اللاجئين على قطعة كرتون تنتظر ان ينهي زوجها معاملات تسجيلهم لدى السلطات الصربية. وقالت لوكالة فرانس برس ان "اسوأ ما في هذه الرحلة هو الاذلال". واضافت هذه اللاجئة التي هربت من دمشق، وقد امتلأت عيناها بالدموع، "نحن في متاهة، ننتقل من صف انتظار الى صف انتظار، والان هنا في صربيا، والشرطة تصرخ في وجوهنا كما لو اننا حيوانات". واقر موظف في الوكالة الحكومية الصربية للاجئين والمهاجرين بأن تدفق اللاجئين تجاوز قدرات اجهزة بلاده. وقال ديجان ميليسافيسيفيتش ان "الحكومة الصربية تريد مساعدتهم لكن لا تتوفر لدينا البنية التحتية الضرورية إلا لحوالى الف شخص"، موضحا ان "2000 الى 3000 شخص يصلون" يوميا. وفي شرق المتوسط، فان ارقام المهاجرين الذين يغادرون يوميا اليونان الى اوروبا الغربية، تختلف حسب المصادر. فاذا تحدثت الاممالمتحدة عن 1500 شخص، يتحدث موظف في منظمة غير حكومية على الجانب المقدوني من الحدود عن وصول 3500 شخص يوميا. وفي بودابست، اعتقلت الشرطة بلغاريا هو المشتبه به الخامس في اطار التحقيق حول الشاحنة التي عثر عليها الخميس في النمسا وفيها جثث 71 مهاجرا، كما اعلنت الشرطة الاحد. وقد اعتقل اربعة رجال، هم ثلاثة بلغار وافغاني الجمعة. ويشتبه القضاء في انهم "الايدي المنفذة" لعصابة تتاجر بالبشر. واعلنت الحكومة النمساوية انها ستعزز اجراءات المراقبة والتدقيق على الحدود المجرية من اجل التصدي لعمليات الاتجار بالبشر.