اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص بأزمة اللاجئين الذين يتدفقون بالآلاف على أوروبا، وبتداعيات انخفاض سعر البترول في الأسواق العالمية، إضافة إلى مواضيع أخرى محلية ودولية. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (لافونير) أن أوروبا تواجه أخطر أزمة للهجرة منذ الحرب العالمية الثانية وأن الواقع يؤكد أن الوضع مأساوي. وأكدت الصحيفة أن خطة توزيع المهاجرين بين مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي من أجل تخفيف الضغط على البلدان التي تعاني من تدفق أعداد كبيرة، تحتاج إلى إرادة الحكومات التي لا تريد أن تتحمل أي مخاطر سياسية في مواجهة الأحزاب المناهضة للهجرة التي ترفض استقبالهم. من جانبها، أكدت صحيفة (لوسوار) أنه من المتوقع أن تستضيف ألمانيا خلال السنة الجارية حوالي 800 ألف من المهاجرين، أي أن هذا العدد يضاعف مرتين سنوات التسعينيات، مشيرة إلى أنه لم يسبق أن واجهت البلاد مثل هذا التدفق الكبير لطالبي اللجوء. واعتبرت أنه في سياق اقتصادي مناسب، فإنه من المتوقع أن تكون ألمانيا قادرة على تقديم إجابة لمشكلة النقص في اليد العاملة وشيخوخة السكان في البلاد من خلال اللاجئين. وأضافت أنه لهذا السبب يطالب أرباب العمل بفتح سوق العمل من دون أي قيود لجميع المهاجرين وأنه على حكومة أنغيلا ميركل، التي خففت من القيود التشريعية، زيادة تسهيل الحصول على فرص العمل للاجئين. من جهتها، كتبت صحيفة (لاديغنيير أور) أن بلجيكا تعد من البلدان الأكثر استقبالا للمهاجرين في الاتحاد الأوروبي، موضحة أنه بنهاية الشهر الجاري، ستتجاوز البلاد 16 ألف طلب لجوء منذ بداية السنة الجارية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بأزمة الهجرة التي تواجه العديد من البلدان في أوروبا الشرقية، وعلى الخصوص المجر. وهكذا، قالت صحيفة (إلباييس) إن الحكومة المحافظة جدا في المجر قررت بناء سياج من 175 كم، ونشر وحدات من الجيش على الحدود مع صربيا، في محاولة للحد من تدفق اللاجئين خاصة من سورية. وأشارت الصحيفة إلى أن بلدان أوروبا الشرقية أصبحت نقطة عبور رئيسية لآلاف الأشخاص إلى الاتحاد الأوروبي. من جهتها، كتبت صحيفة (إلموندو) أن الآلاف من اللاجئين يحاولون دخول أراضي المجر من خلال السكك الحديدية الوحيدة التي تربط بين المجر وصربيا، موضحة أن المهاجرين يسافرون في ظروف سيئة وعلى الخصوص الأطفال وكبار السن. وأشارت إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حذرت من أعمال العنف ضد المهاجرين في ألمانيا، وذلك في أعقاب هجوم من قبل جماعة متطرفة ضد مركز لاستقبال اللاجئين. وأكدت صحيفة (أ بي سي) العثور على جثت خمسين من المهاجرين الذين لقوا حتفهم خنقا في الطابق السفلي من قارب قادم من ليبيا، مشيرة إلى أنه تم إنقاذ 440 آخرين كانوا على متن القارب من قبل سفينة سويدية في عرض البحر الأبيض المتوسط. من جهتها، قالت صحيفة (لاراثون) إنه أمام هذا الوضع المأساوي وضعف التنسيق بين خدمات الإنقاذ البحرية المختلفة في الدول الأوروبية، حذرت إيطاليا من أن مصداقية الاتحاد الأوروبي مهددة، معتبرة أن مهمة عملية "تريتون" هي حماية الحدود من جنوب أوروبا وليس في إنقاذ الأرواح. وفي البرتغال، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن وزارات الداخلية، والتضامن، والتشغيل والضمان الاجتماعي، والشؤون الخارجية، والصحة والتعليم، تعمل معا لتنظيم وصول 1500 من اللاجئين الذين ستستقبلهم البرتغال خلال السنتين المقبلتين. وحسب الصحيفة، فإن الحكومة تتوقع أن يمنح الاتحاد الأوروبي مزيدا من المعلومات حول عدد المهاجرين وملفاتهم الشخصية، ما يمكن من تنظيم الخدمات اللوجستية وتوفير الموارد اللازمة. وتحت عنوان "المجر تعلن الحرب على المهاجرين"، لاحظت صحيفة (بوبليكو) أن الحكومة المجرية تخطط للحصول على موافقة البرلمان على نشر الجيش على حدودها للحد من تدفق اللاجئين. وذكرت اليومية بأن الحكومة المحافظة في المجر كان لها رد فعل على تدفقات المهاجرين كما لو كانت في حرب، مشيرة إلى تعزيز سيطرتها على الحدود من خلال قرار بناء جدار على طول الحدود مع صربيا. من جهتها، أكدت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) أنه سيتم إرسال أكثر من 2100 من رجال الشرطة ابتداء من 5 شتنبر إلى الحدود المجرية مع صربيا للسيطرة على تدفق المهاجرين. وأبرزت أن هذا الإجراء يأتي في الوقت الذي أطلقت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المهاجرين على الحدود بالقرب من قرية راسزكي، حيث حاول معظم المهاجرين دخول البلاد عبر صربيا. وفي هولندا، واصلت الصحف التطرق لموضوع المهاجرين إلى أوروبا، إذ كتبت صحيفة (إن إر سي) تحت عنوان "العثور على خمسين جثة في سفينة للاجئين"، أن خمسين جثة عثر عليها في قارب للاجئين كان قادما من السواحل الليبية، مشيرة إلى أن الضحايا لقوا حتفهم جراء استنشاق الدخان المنبعث من المحرك. وقالت الصحيفة إنه تم إنقاذ 439 شخصا آخرين من قبل طاقم سفينة للبحرية السويدية، مذكرة بأن 2400 شخص لقوا حتفهم خلال السنة الجارية عند محاولة عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا. من جهتها، أكدت صحيفة (فولكسكرانت) أنه نظرا لتدفق أعداد كبيرة من طالبي اللجوء، اقترحت الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء بهولندا افتتاح مركزين جديدين للتسجيل. وأبرزت الصحيفة أن ذلك سيمكن من تخفيف الضغط على مركز التسجيل بتير أبيل، وكذا توزيع أفضل للاجئين عبر الجهات الثلاثة (الشمال والجنوب والشرق). وفي النرويج، واصلت الصحف اهتمامها بمأساة اللاجئين الذين يقصدون أوروبا فرارا من الأوضاع المزرية في بلدانهم خاصة في سورية، إذ أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تدابير بعض البلدان من أجل الحد من تدفق اللاجئين على حدودها. وأضافت أن المجر تعتزم نشر الجيش على الحدود للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين على معبرها الحدودي مع صربيا، حيث يرتقب أن يصوت البرلمان على هذه الخطوة خلال جلسة طارئة الأسبوع المقبل. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن نحو 340 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا منذ يناير الماضي إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه من المتوقع أن يتفاقم الوضع المزري في سورية جراء تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا. واعتبرت الصحيفة أن يجب اتخاذ العديد من الإجراءات من أجل حل أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بوفاة أحد قراصنة الانترنت ببريطانيا وهو عضو في تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، واعتقال منفذ هجوم استهدف الولاياتالمتحدة وارتكب في السعودية سنة 1996. وأكدت صحيفة (الغارديان) وفاة أحد قراصنة الانترنت البريطاني (جنيد حسين) في غارة جوية شنتها القوات الأمريكية في سورية، مشيرة إلى أن جنيد حسين، الملقب بأبي الحسين البريطاني، التحق بسورية سنة 2012، وهو مؤسس ما يسمى "الخلافة الالكترونية" وهي جماعة للقرصنة تعمل لفائدة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. وأضافت أنه كان قادرا على الحصول على معلومات شخصية في سنة 2011 تهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، من خلال اختراق البريد الإلكتروني لأحد مساعديه. من جهتها، تطرقت صحيفة (ديلي تلغراف) إلى أصداء خبر مقتل مدبر تفجير وقع سنة 1996 في السعودية قتل فيه 19 جنديا أمريكيا وجرح 372 آخرين. وقالت الصحيفة إنه بعد مطاردة لتسعة عشر عاما، تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من إلقاء القبض على المدعو أحمد إبراهيم المغسل بتهمة التخطيط، مع شركاء في هذه الجريمة التي ارتكبت من خلال الهجوم بشاحنة صهريج في 25 يونيو 1996 بمدينة الخبر. وفي فرنسا، تطرقت الصحف إلى تراجع أسعار البترول في الأسواق العالمية، إذ قالت صحيفة (لوموند) إن سعر البترول سيظل منخفضا لمدة طويلة، إذ يتوقع المختصون أن يبقى في حدود خمسين دولارا للبرميل حتى سنة 2017 . وأضافت أن أسعار الذهب الأسود ستواصل التأثر بزيادة الإنتاج الأمريكي، والمخاوف حول عافية الاقتصاد الصيني، فضلا عن العودة القوية المحتملة لإيران إلى السوق الخام. من جهتها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) إلى ظاهرة دونالد ترامب قطب العقار الذي يقود السباق في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في أفق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرة إلى أن الملياردير المتطرف يؤخذ على محمل الجد على الرغم من بساطة برنامجه المتمحور حول التصدي للمهاجرين. وأكدت الصحيفة أن دولاند ترامب كشف منذ دخوله سباق الانتخابات التمهيدية، عن نيته جعل الهجرة قضية مركزية حيث وعد في حالة فوزه سنة 2016، ببناء سور ضخم على الحدود مع المكسيك. من جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالهجرة إلى أوروبا وخاصة إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن هذا البلد الذي يتمتع اقتصاده بعافية، تحول الى ملاذ للمهاجرين، وأضحى بالتالي في الصف الأمامي لهذه الأزمة.