أولت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتمامها لعدد من المواضيع الدولية والمحلية، من بينها أزمة الهجرة التي تواجهها القارة الأوروبية، والنقاش الذي تشهده فرنسا حول التعويضات الكبيرة الممنوحة لمسيري المقاولات. ففي النرويج، أكدت صحيفة (في غي) أن هناك حالة طوارئ في أوروبا والعالم بشأن قضية اللاجئين، معتبرة أن هذه الظروف تتطلب من الجميع، ومن بينهم النرويج، القيام بعمل كبير من أجل إيجاد حل للمشكل. وذكرت بمساهمة النرويج في استقبال اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى عمل النرويجيين الرامي إلى التخفيف من مآسي اللاجئين الذين يصلون إلى البلاد رغم الإكراهات التي تعترض ذلك. كما أبرزت مختلف المساعدات المقدمة لهم المتعلقة بالتغذية وتوفير أماكن المبيت والاهتمام بالنساء والأطفال والمسنين والمرضى. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى حالات لاجئين عانوا في المناطق الحدودية للمجر، مبرزة العمل المتواصل لسلطات هذا البلد من أجل استكمال بناء سياج من الأسلاك الشائكة. وأكدت أن اللاجئين يظلون لوقت طويل في تلك المنطقة بدون ماء وتحت حرارة الشمس في خطوط السكك الحديدية للمجر، التي تؤدي إلى صربيا. من جانبها، اعتبرت صحيفة (افتنبوستن) أن أزمة اللاجئين أظهرت أشياء سلبية خاصة مع مواجهة القادمين إلى أوروبا الأسلاك الشائكة والحواجز والتعرض للعنف. وأشارت، في هذا الصدد، إلى بناء المجر سياجا عاليا بأربعة أمتار على طول الحدود مع صربيا، واستخدام الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع ضد اللاجئين، وتعرض بعض الأطفال للعنف وسوء المعاملة. وشددت الصحيفة على ضرورة الاهتمام بالأطفال الفارين وأسرهم الذين يعانون من الجوع والمرض والخوف، وأحوال الطقس في المنطقة. في السياق ذاته كتبت صحيفة (لوسوار) البلجيكية أن ألمانيا تحاول حمل أوروبا على التفكير في مقاربة إنسانية لتدبير الأزمة الحالية في مجال الهجرة، مشيرة إلى أنه في مواجهة هذا الوضع تقترح برلين طريقة جيدة للتعاطي مع هذه الظاهرة انطلاقا من المبادئ الأساسية للتعامل مع البشر. من جهتها، أكدت صحيفة (لافونير) أن ألمانيا تقوم بعمل جيد عوض إعطاء الدروس لأوروبا، موضحة أن هذا التوجه يجد تفسيره في الحاجة إلى اليد العاملة التي أضحت نادرة بهذا البلد. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوبيبليكو) البرتغالية أن أوروبا تنقسم وتنغلق على نفسها في مواجهة أزمة اللاجئين الباحثين عن ملجأ بأوروبا، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تدعو فيه المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى تقديم جواب مشترك لهذه الأزمة التي قد تمس بالحقوق المدنية العالمية، التي تشكل المبدأ المؤسس للاتحاد الأوروبي، دعا الوزير الأول التشيكي المجر وسلوفاكيا وبولونيا إلى قمة مصغرة من أجل التأكيد على معارضتهم لنظام الحصص المتعلق بتوزيع اللاجئين على البلدان ال28 للاتحاد الأوروبي. أما صحيفة (دياريو نوتيسياس) فقالت، من جهتها، إن مستقبل حرية التنقل بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أضحت موضع شك بالنظر إلى الضغط المتنامي للمهاجرين غير السريين، وهي وضعية قادت بعض البلدان إلى فرض قيود على تنقل الأجانب، وبالتالي رفض استقبال جزء من أزيد من 320 ألف لاجئ الذين اجتازوا الحوض المتوسطي هذه السنة، من أجل الوصول إلى أوروبا. وفي إسبانيا، شكل الاجتماع الذي عقد، أمس الاثنين، في برلين بين ميركل ورئيس الوزراء الاسباني، ماريانو راخوي، أهم موضوع تناولته الصحف الرئيسية الصادرة اليوم. فتحت عنوان "ميركل وراخوي معا من أجل النمو وضد الشعبوية"، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن المستشارة الألمانية أعربت عن تأييدها لراخوي الذي تعتبره الشريك الأكثر وثوقا، وبالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققها الاقتصاد الإسباني بعد ست سنوات من الركود. وأضافت، في هذا السياق، أن الشروط القاسية التي تفرضها برلين للحصول على برنامج إنقاذ ثالث لليونان استخدمت "لرسم حدود" لتطلعات حزب بوديموس الناشئ. أما بالنسبة لصحيفة (إلموندو)، فأشارت إلى أن الزعيمين ناقشا خلال الاجتماع، موضوع أزمة الهجرة التي تواجهها القارة الأوروبية، مضيفة أن ميركل حذرت من إلغاء منطقة شنغن، ودعت إلى توزيع عادل للاجئين القادمين من بلدان في حالة حرب، بينما طالب راخوي ب"حل عاجل" لهذه المشكلة. من جهتها، أكدت صحيفة (لاراثون) أن مواضيع سورية، والوضع في أوروبا، والأزمة الاقتصادية والسياسية في اليونان، والانتخابات في اسبانيا و والمطالب الانفصالية في جهة كاطالونيا، نوقشت أيضا خلال هذا الاجتماع غير الرسمي، مشيرة إلى أن ألمانيا تعتبر الحكومة الاسبانية كمثال بالنظر إلى نجاح الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها. بدورها، لاحظت صحيفة (إلباييس) أنه على الرغم من دعوات ميركل إلى وضع نظام لتوزيع اللاجئين بين الدول الأوروبية، فإن دول شمال أوروبا أعربت عن رفضها استضافة المزيد من اللاجئين على أراضيها، مشيرة إلى أن إسبانيا، وفي الوقت نفسه، تواجه ضغوطا أوروبية من أجل استقبال ستة آلاف طالب لجوء. وفي فرنسا اهتمت الصحف بالنقاش حول التعويضات الكبيرة الممنوحة لمسيري المقاولات بعد مغادرة المدير العام لمجموعة الاتصالات (ألكاتيل)، ميشيل كومبيس، الذي تمت مكافأته بمبلغ 14 مليون يورو. وقالت صحيفة (لاكروا) ان التعويض الممنوح لمسير إحدى المقاولات الكبرى، شكل مرة أخرى "فضيحة"، مضيفة أن ردود الفعل كانت قوية، ذلك أن الكاتيل خضعت مؤخرا لمخطط تقويم أدى إلى إلغاء عشرة آلاف منصب شغل، معتبرة أن تعويضات كبار مسيري المقاولات، تصل مستوى لا ينسجم مع الواقع الذي يعيشه باقي المستخدمين. وتساءلت الصحيفة كيف يمكن إقناع المستخدمين ببذل جهود لإنقاذ مقاولات، في الوقت الذي يخرج فيه البعض بثروات، فيما الكثير منهم يفقد عمله. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن المبلغ الإجمالي الممنوح لكومبيس يقوم على عدد من الشروط الصادمة، مذكرة بأن كومبيس لم يمكث على رأس الكاتيل-لوسنت، سوى سنتين، أي سنة واحدة اقل من الحد الأدنى من أجل الحصول على هذه التعويضات. أما صحيفة (ليبراسيون) فذكرت أن ميشيل كومبيس متشبث ب"مظلته الذهبية" ذلك أنه لا يعتزم التخلي عن مكافآته التي يمكن أن يحصل عليها عند مغادرته الكاتيل، على الرغم من الانتقادات التي وجهها نائب رئيس منظمة أرباب العمل الفرنسية، والدعوة التي وجهها وزير المالية ل"ضبط النفس".