أعلنت الحكومة الايطالية، السبت، عن "حالة طوارئ إنسانية" جراء رصدها تدفق الآلاف من المهاجرين التونسيين على سواحل البلاد، وجاء الإعلان عن "حالة الطوارئ" لفتح المجال أمام قرارات وتدابير تسمح بتسريع اتخاذ إجراء لمكافحة هذه الظاهرة.. وقد أصدرت الحكومة الإيطالية بيانا تقول ضمنه: "إنّ مجلس الوزراء قد قرر إعلن حالة طوارئ إنسانية بعد تدفق عدد كبير من مواطني شمال إفريقيا على جنوب أراضي البلاد.. وهذا القرار سيسمح باتخاذ هيئة الدفاع المدني لإجراءات فورية للسيطرة على هذه الظاهرة ومساعدة المواطنين المهاجرين من دول افريقيا الشمالية". ويسمح إعلان "حالة الطوارئ الإنسانية" بتجنب بعض الشكليات القانونية، كما يجيز للمسؤولين المحليين على غرار رؤساء أقسام الشرطة اتخاذ قرارات فورية.. كما يسمح بالإسراع في استخدام موارد مالية خاصة للإحاطة بالظاهرة على عجل ودون رجوع إلى المؤسسات المركزية أو استدعاء قرار تشريعي خاص.
وفي تعاط فوري مع هذا القرار الحكومي أنشأت مؤسسة الدفاع المدني الإيطالية "خلية أزمة" للتعامل مع هذه المشكلة بشكل خاص.. كما عممت بيانات تفيد بوصول حوالي 3000 مهاجر سري، اغلبهم من التونسيين، إلى الأراضي الإيطالية منذ يوم الأربعاء الماضي.. ومن بينهم 250 شخصا ليل الجمعة السبت لاغير.
كما فتحت السلطات الايطالية جسرا جويا، واستعانت بناقلات بحرية لتخفيف الضغط عن جزيرة "لامبيدوزا" الصغيرة التي اكتظت بالمهاجرين.. وكما نقل مهاجرون إلى مراكز تعريف في صقلية وآخرون رحلوا إلى جنوب شبه الجزيرة الايطالية.. كما طالبت روما المساعدة من باقي دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة تدفق المهاجرين السريين وسط تحذيرات من خطر حصول "ازمة انسانية".. وجاء ذلك على متن بلاغ مشترك لوزيري الداخلية روبرتو ماروني والخارجية فرانكو فراتيني يدعو إلى "توجيه دعوة عاجلة لعقد اجتماع على المستوى السياسي لمجلس القضاء والشؤون الداخلية للاتحاد الاوروبي.. لانتشار الفوري لمهمة فرُونتِيكس لمراقبة عمليات التسلل قبالة السواحل التونسية"
وتعي الحكومة الإيطالية بأنه من الضروري صدور رد فوري من الاتحاد الأوروبي للرد على الوضع الجديد الذي لا تستطيع ايطاليا لوحدها الإحاطة به في حين قال وزير الداخلية من البندقية إن "ثمة خطرا بحصول ازمة انسانية فعلية كارتداد للأزمة الخطرة في المغرب الكبير.. وخصوصا في تونس ومصر.. وما تؤدي به من تداعيات لفرار جماعي نحو إيطاليا".. كما تحدث عن "مئات الأشخاص" الذين يصلون إلى السواحل الايطالية يوميا.