أغلق آلاف رجال شرطة مكافحة الشغب وسط الجزائر العاصمة، السبت، ومنعوا معارضي الحكومة من تنظيم مسيرة احتجاج تسعى لمحاكاة الانتفاضة الشعبية في مصر.. وطالبت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في ميدان "أول مايو" بوسط العاصمة برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولوح البعض بنسخ من صدر صحيفة تحمل عنوان "سقط مبارك".. لكن شرطة مكافحة الشغب طوقتهم ومنعتهم من تنفيذ خططهم بالسير في العاصمة وأغلقت الطرق أمام متظاهرين آخرين حاولوا الوصول إلى الميدان وألقت القبض على واحد على الأقل من منظمي الاحتجاج.
وقال عبد السلام رشيدي وهو أستاذ محاضر بالجامعة ومعارض للحكومة: "انها حالة حصار.". وبعد نحو ثلاث ساعات غادر مئات الأشخاص الميدان في هدوء مع فتح الشرطة فجوات في الطوق الذي فرضته وسمحت لهم بالخروج.. فيما بقي هناك نحو ال200 شاب من مناطق فقيرة قريبة وألقوا عددا من الأجسام، من بينها حجارة، على رجال الشرطة.
وقد يكون لاضطرابات واسعة في الجزائرن إذا ما وقعت، آثارها على الاقتصاد العالمي لأنها مصدر مهم للنفط والغاز.. لكن محللين كثيرين يقولون أن انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير مرجحة لان الحكومة يمكنها أن تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم المظالم.. هذا في الوقت الذي يرفض المسؤولون السماح بتنظيم المظاهرة لأسباب مرتبطة أصلا بالنظام العام.
وقال مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان التي ساعدت في تنظيم الاحتجاج، "يؤسفني أن أقول إن الحكومة نشرت قوة ضخمة لمنع مسيرة سلمية.. وذلك يضر بصورة الجزائر".. هذا في الوقت الذي لا يساند الاحتجاج من قبل نقابات العمال الرئيسة في الجزائر ولا أكبر الأحزاب السياسية في البلاد أو جماعات إسلامية.
واستجابة لضغوط المعارضة قال مسؤولون في الحكومة إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتوفير مزيد من فرص العمل وتحسين الإسكان، ووعدوا بمزيد من الحريات الديمقراطية بما في ذلك إلغاء قانون الطوارئ المفروض منذ 19 عاما.. كما ذكر بيان لوزارة الداخلية عن مظاهرة يوم السبت انه جرى رصد محاولة لتنظيم مسيرة في ميدان أول مايو وأن الحشد يقدر بعدد 250 شخصا، وأضافت إنها ألقت القبض على 14 وأفرجت عنهم على الفور.
وابلغ مسؤولون من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، الذي ساعد في تنظيم الاحتجاج، أن العدد الإجمالي للمتظاهرين تراوح بين سبعة آلاف وعشرة آلاف شخص وان ألفا منهم اعتقلوا.. وقال مراسلون في مكان التظاهرة إن عدد رجال الشرطة فاق عدد المحتجين وان مئات من المارة كانوا في الموقع.. وقد بدأت مظاهرة مضادة صغيرة طالب المشاركون فيها بالسلام وليس الفوضى وتقول إن الجزائر ليست مصر.