قال أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، والقيادي في الحزب الاشتراكي الموحد محمد الساسي، إن حزب العدالة والتنمية خاض معركة سياسية وانتصر فيها خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأولى من نوعها بعد دستور 2011، والتي جرت يوم 4 شتنبر الماضي. واعتبر الساسي، في ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط يوم الثلاثاء، أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران كان "ذكيا" بتركيز خطابه على مهاجمة حزب الأصالة والمعاصرة منذ ما قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2011، واستمراره في ذلك إلى غاية الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة. وقال الساسي إن مهاجمة بنكيران لخصومه السياسيين، وعلى رأسهم "البام"، و"فضحهم" خلال المهرجانات الخطابية السابقة للانتخابات الجماعية والجهوية، مكّنه من كسب نقاط، "فقد كان خطابه مقنعا، وحتى لو لم يكن الناخبون راضين عن حصيلة حكومته، فإنهم يقولون حين يسمعونه يهاجم المعارضة، "المهم بْرّْد لينا فيهم هوايشنا وغادي نصوتو ليه واخا ما دار والو". يقول الساسي. واعتبر المتحدّث ذاته أن إيجاد جواب عن السبب الذي جعل حزب العدالة والتنمية يتقدم خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة "ليس سهلا"، إلا أنه اعتبر أن اقتناع الناخبين بحصيلة عمل الحكومة، من جهة، وضعف الخصوم السياسيين للحزب، من جهة أخرى، عنصران متكافئان، ساهم كلاهما في النتائج التي حققها الحزب. ووصف أستاذ التعليم العالي حزب العدالة والتنمية بالحزب "غير العادي"، مقارنة مع باقي الأحزاب، وقال إنه "حزب ديمقراطي". وأوضح المتحدث أن الديمقراطية الداخلية لحزب العدالة والتنمية لم تأتَّ من قوانينه الداخلية فحسب، ولكن من خلال التوافق السائد داخل الحزب، "وبراءة ذمة الزعيم"، وهو ما يتيح للحزب كسب تعاطف ومحبة شرائح واسعة من المجتمع. وتابع المتحدث أن حزب العدالة والتنمية كان يستعمل المرجعية الإسلامية بعد بروزه على الساحة لتمييز نفسه عن اليسار، لينتقل خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة إلى استعمال الإسلام للدلالة على الاستقامة، واستطرد أن الحزب لعب أيضا ورقة "المظلومية"، وهو ما جعل الناخبين "يتجاوزون عن أخطاء الحكومة وأعطوه فترة سراح".