بعد أن اعتراهم الغضب لإصرار الرئيس المصري حسني مبارك على الاستمرار في الحكم تجمع محتجون مصريون أمام مقر رئاسة الجمهورية بالقاهرة يوم الجمعة رافضين ضمانات الجيش بالانتقال إلى انتخابات حرة بوصفها غير كافية. وأدى مئات الالاف صلاة الجمعة في ميدان التحرير حيث شبه رجال دين صراع المحتجين مع مبارك بصراع النبي موسى مع فرعون. وأمام قصر الرئاسة أدى كثيرون الصلاة وراء عربات الجيش. ولم يتدخل الجيش غير أنه أغلق الطرق الرئيسية المؤدية للقصر الذي يمارس فيه مبارك معظم أنشطته الرسمية. وهتف المحتجون "يسقط يسقط حسني مبارك" وهم جزء من مئات ساروا على الأقدام لأكثر من ساعة للوصول الى القصر ليل الخميس منطلقين من ميدان التحرير. وهتفت خمس نساء كبار السن "ارحل. لماذا تبقى؟.." وصحن "30 عاما كافية" مخاطبين مبارك (82 عاما). وبلغ عدد المحتجين خارج القصر نحو الفين بحلول بعد الظهر. وهذا هو أول تجمع احتجاجي أمام القصر منذ 25 يناير حين اندلعت الاحتجاجات الشعبية. وقال أشخاص مطلعون على شؤون الرئاسة ان من غير المرجح أن يكون مبارك داخل القصر. وقالت ياسمين محمد (23 عاما) وهي طالبة جامعية "لن نرحل الى أن يتنحى مبارك وباذن الله سيكون احتجاج اليوم سلميا." وأضافت "كل شيء سيكون على ما يرام وسيتنحى بالتأكيد." وقال عضو في احدى الحركات الشبابية التي دعت للمظاهرات التي اندلعت يوم 25 يناير ان المتظاهرين سيسيطرون على القصر. وقال احمد فاروق (27 عاما) ان حشود المصريين بعد صلاة الجمعة ستسيطر على قصر الرئاسة. وفي الإسكندرية خرج مئات الآلاف إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وقال الشيخ احمد المحلاوي في خطبة الجمعة بالمسجد الرئيسي في الاسكندرية للمصلين انهم يجب الا يتراجعوا. ودعا المحتجين في الخطبة التي بثتها قناة الجزيرة الى عدم التراجع عن ثورتهم لان التاريخ لن يرجع للوراء. وقال للمصلين انهم يسقطون نظاما "فاسدا" لا يصلح للحكم. وتحرك الآلاف من ميدان التحرير الى مبنى الإذاعة والتلفزيون وطوقوا المبنى الذي تحيطه عربات الجيش وعشرات الجنود فضلا عن الأسلاك الشائكة. وفي ميدان التحرير عبر المحتجون عن دهشتهم من إصرار مبارك على الاستمرار في السلطة بعد أن حكم البلاد لثلاثة عقود. وتجمع مئات الآلاف من المحتجين في الميدان ليل الخميس وكانوا يتوقعون أن يرضخ مبارك للضغوط الشعبية ويعلن استقالته في كلمة بثها التلفزيون. لكنه أغضبهم بإعلان تغييرات من بينها قرار تفويض نائبه عمر سليمان بصلاحيات الرئيس. وهتف المحتجون قائلين "يا سليمان يا سليمان مش عايزينك انت كمان." وتوجهت حشود غفيرة من المتظاهرين انطلقت من جميع شوارع ومناطق الإسكندرية صوب القصر الجمهوري برأس التين . وقد ارتفعت أعداد المتظاهرين بشكل غير مسبوق بالمدينة منذ أن اندلعت الاحتجاجات، وقدرت الأعداد بما يقرب من مليوني متظاهر. وأعلن المتظاهرون عن دخولهم في اعتصام مفتوح أمام المقر الرئاسي بالإسكندرية لحين الاستجابة لكامل مطالبهم. ولم ينجح البيان الذي أصدره الجيش يوم الجمعة وشمل ضمانات باجراء انتخابات حرة ونزيهة وإنهاء حالة الطوارئ "فور انتهاء الظروف الحالية" فيما يبدو في تثبيط عزيمة المحتجين. وقال محمد صبري (26 عاما) وهو طالب فنون جميلة كان يتظاهر أمام مبنى التلفزيون "انه مكسب لكن في نفس الوقت يجب أن يرحل مبارك. الناس يريدونه أن يرحل هذا هو أول مطلب." وفي ميدان التحرير استخدم احد المحتجين مكبرا للصوت لينقل بيان الجيش للحشود. وقال "هذا ليس مطلبنا. لدينا طلب واحد هو أن يتنحى مبارك." وسار الاف المحتجين بالميدان مرددين هتاف "الجيش والشعب إيد واحدة.