لا تزال الأزمة المغربية السويدية، التي اندلعت خلال الأسبوع الماضي بسبب موقف بعض الأحزاب السويدية من قضية الصحراء واعتزامها الاعتراف رسميا بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، تثير عددا من ردود الفعل. مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، قال إن هذه الأزمة ليست جديدة، بل "فقط لم تكن بهذه الحدة"، موضحا بأن السويد "تبدو عازمة على الاستمرار في نهجها العدائي تجاه المغرب". وأرجع بنحمو، في تصريح لجريدة هسبريس، هذه الوضعية إلى ما أسماه النشاط الكبير الذي يقوم به انفصاليو البوليساريو في السويد، بالإضافة إلى "اللوبي الجزائري القوي في السويد"، وهذا ما يحتم على المغرب، بحسب بنحمو، القيام بعدد من الخطوات من أجل صد الهجمات التي يتعرض لها من قبل البوليساريو والجزائر. المتحدث ذاته اعتبر أن النشاط الذي تقوم به الأطراف المعادية للمغرب، يقوم بالأساس على تصريف عدد من المغالطات، التي ليس لها أي أساس، عن منطقة شمال إفريقيا. وزاد بنحمو أن هذه المحاولة من الجزائر تأتي بعد سلسلة من "الهزائم النكراء" على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، التي منيت بها في موضوع الصحراء في أوساط العديد من الهيئات الدولية خلال العقد المنصرم. ومن أبرز الخطوات التي ينبغي على المغرب القيام بها، يؤكد مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، إعداد "خطة عمل" خاصة بالدول الاسكندينافية، خصوصا في دولة السويد، من أجل تقوية الحضور المغربي في شمال القارة الأوروبية. في ما يخص موقف بعض الدول الإفريقية، كجنوب إفريقيا ونيجريا وزيمبابوي، وتحركاتها ضد المغرب خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مؤخرا، يرى بنحمو أن هذا الخطاب لا يخدم القارة الإفريقية، بل يساهم في عدم استقرارها ويؤثر سلبا على أمنها. وأوضح المتحدث أن هذه الدول معروفة بمواقفها العدائية للمغرب، في حين إنها لا "تخدم المصالح الإفريقية وأهدافها غير واضحة"، واصفا الخطاب الذي تروجه في المنتظم الدولي بأنه خطاب نشاز لا زال أسير الماضي. وخلص بنحمو إلى أن التحركات التي تقوم بها الدول المعادية للمغرب في المنظمة الأممية، تسعى أيضا إلى نجدة الجزائر "التي غاصت في مستنقع الهزائم طيلة هذه السنة سواء من الجانب السياسي أو الدبلوماسي".