رشيد روكبان: حان الوقت لرفع أدائنا الديبلوماسي ولن نفرط في شبر من تراب بلدنا استدعى المغرب، أول أمس الثلاثاء، السفيرة السويدية في الرباط، إيريكا فرير، من أجل إبلاغها احتجاج المغرب رسميا على توجه حكومة السويد نحو الاعتراف بجمهورية البوليساريو. وكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، قد عقد، الاثنين الماضي، اجتماعا بمقر رئاسة الحكومة ضم الأمناء العامين للأحزاب الممثلة في البرلمان المغربي، و فيدرالية اليسار المغربي التي مثلتها نبيلة منيب، عقبه اجتماع آخر ضم قادة المركزيات النقابية الخمس. وأعربت الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، خلال هذين اللقاءين، عن إدانتها القوية ورفضها المطلق لكل المحاولات المشبوهة والمبادرات العدوانية الرامية إلى على تقديم مقترح قانون بالبرلمان السويدي يهدف إلى تبني مواقف معادية ضد شرعية حق الشعب المغربي الثابت في وحدته الترابية. وشددت الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية خلال لقائها برئيس الحكومة على ضرورة مواجهة المبادرة السويدية بكل الأشكال القانونية المشروعة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية دفاعا عن المصالح العليا للوطن. ومباشرة بعد ذلك، عبر حزب التقدم والاشتراكية، عن استعداده، بمعية أحزاب سياسية مغربية أخرى، للقيام بزيارة لمملكة السويد، وذلك ضمن رزنامة أنشطة ترمي الوقوف في وجه التحركات الجزائريةالجديدة الساعية إلى الضغط بكل الوسائل غير المشروعة من أجل دفع السويد إلى الاعتراف "بالجمهورية الوهمية". هذا وقال رشيد روكبان عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لبيان اليوم، إن الزيارة المرتقبة لدولة السويد تأتي ردا على المحاولات العدائية للجزائر، وبالتالي تدخل في إطار "المعركة المقدسة" التي يخوضها حزب التقدم والاشتراكية دفاعا عن الحوزة الترابية للمملكة، ودفاعا عن الهوية الوطنية بكل الوسائل المشروعة بما فيها تلك المتعلقة بالمصالح الاقتصادية. وقال رشيد روكبان الذي مثل حزب التقدم والاشتراكية في اللقاء الهام الذي عقده عبد الإله بنكيران مع الأحزاب السياسية، إن حزب التقدم والاشتراكية سارع، بعد اجتماع الاثنين الماضي مع رئيس الحكومة، إلى عقد اجتماع عاجل لمكتبه السياسي شدد فيه على ضرورة اعتماد الحزم والصرامة في هذه المعركة، ودعا، بعد مداولات غنية ومثمرة، إلى الرفع من أداء دبلوماسيته المعروفة بنشاطها الخارجي، وذلك من خلال تكثيف الاتصالات المباشرة بالأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية عبر العالم، وضمان الحضور في كل المنتديات الدولية "دفاعا عن قضية عادلة حان الوقت لرفع أدائنا الدبلوماسي من أجلها، ولن نفرط في شبر من تراب بلدنا". وأعلن روكبان أن التطورات الأخيرة التي تعرفها قضيتنا الوطنية على إثر التوجهات العدوانية المعلنة للسويد تتطلب من حزب التقدم والاشتراكية ومن كل الأحزاب السياسية والمنظمات والهيئات والمركزيات النقابية التعبئة الشاملة من أجل تنوير الرأي العام الدولي، ووضعه في الصورة الحقيقية لمناورات جزائرية بئيسة ظلت على الدوام تستغل مناسبة "الصيف الأسبوعي" الذي تنظمه الأحزاب السويدية ومنظمات المجتمع المدني في هذا البلد للنقاش والتشكيك والتحاور. ويعتبر هذا "السوق السياسي" من أشهر الأسابيع السياسية في العالم تلقى فيه العديد من المداخلات وتستغله الجزائر لإقحام البوليساريو ومساعدته على إلقاء محاضرة حول قضية الصحراء المغربية لاستجداء العطف الأوروبي. وهي مناسبة، يقول رشيد روكبان، كان من المفروض على المغرب تسجيل حضوره فيها من أجل النقاش وتنظيم لقاءات متعددة مع كثير من الأحزاب بما فيها الأحزاب السويدية الصديقة للمغرب، معتبرا أن الغياب شبه التام لوجهة النظر المغربية، سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي أو البرلماني أو على مستوى المجتمع المدني يفتح المجال للجزائر من أجل تسجيل النقاط وجعل صنيعتها البوليساريو تحضى بمساندة شبه مطلقة لكثير من الأحزاب "خصوصا اليسارية". وأقر روكبان بكون المغرب "يظل شبه غائب عن الساحة السويدية. والأنكى من ذلك يرسل وفودا غالبا ما تجهل حقيقة الواقع السياسي والإعلامي في هذا البلد الاسكندينافي ولا تتحدث لغة سياسية وحقوقية تخلق تجاوبا لدى الرأي العام ووسائل الإعلام السويدية". هذا، وستنخرط في الحملة الدبلوماسية المركزيات النقابية أيضا. فقد صرح الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ميلودي موخارق لبيان اليوم أن عبد الإله بنكيران دعا المركزيات الخمس إلى ضرورة التعبئة من أجل الدفاع عن ملف الوحدة الترابية، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين النقابيين والحزبيين سبق لهم أن نبهوا إلى تحركات الجزائر الأخيرة خاصة في كواليس الدورة 30 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف. حالة الاستنفار المغربية، واكبتها، منذ زوال أول أمس، ردود فعل محلية ودولية قدمت قراءاتها للنوايا الحقيقية لدولة السويد التي تسعى لتقديم مشروع القرار إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وللجمعية العامة للهيئة. وهو قرار رأت فيه العديد من الدول العربية والصديقة انحيازا صريحا لجبهة البوليساريو ولطروحات الجزائر على حساب مصالح المغرب، داعية إلى التحرك لتطويق تداعيات مشروع القرار وللحيلولة دون تبنيه. وهو تحرك ستشرع فيه الدبلوماسية المغربية الرسمية والحزبية والنقابية من خلال زيارات للسويد تروم بسط الرؤية المغربية للنزاع المفتعل والمقترحات التي قدمها المغرب لحل القضية.