في خطوة اعتبرت متأخرة، قرر رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران التحرك لتقليص رقعة المواقف المعادية للصحراء المغربية، بالتزامن مع الذكرى الأربعين للاحتفال بالمسيرة الخضراء. ودعا بنكيران بشكل طارئ الأمناء العامين للأحزاب الثمانية الممثلة في البرلمان للاجتماع بمكتبه بمقر رئاسة الحكومة بالمشور، للاتفاق على أشكال الرد على مواقف بعض دول شمال أوروبا، وخصوصا السويد التي تتجه للاعتراف بجبهة البولبساريو الانفصالية. وبحسب ما علمت هسبريس من مصادر حزبية، فإن رئيس الحكومة اجتمع مع خصومه السياسيين في المعارضة وحلفائه في الأغلبية للرد على ما نُسب لرئيس الحكومة السويدية، ستيفن لوفين، الذي قال إن حكومته تدرس سبل إيجاد حل سلمي ودائم لنزاع الصحراء، مبرزا موقف بلاده "الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية". وقال أمين عام حزب سياسي حضر اللقاء لهسبريس، إن "الاجتماع تطرق للتطورات التي يعرفها ملف الصحراء المغربية وما يستوجبه من تعبئة وطنية"، مسجلا أن "السبب المباشر كان اتجاه السويد للاعتراف بالجمهورية الوهمية". مصدر هسبريس أضاف أن اللقاء، الذي دعا له رئيس الحكومة، استمر لما يزيد عن ساعتين في مقر رئاسة الحكومة، لكون المواقف الأخيرة لعدد من الدول في شمال أوروبا أصبحت مقلقة، وعلى رأسها السويد، والدنمارك، مشيرا إلى "خطورة تمدد المواقف المعادية للمغرب". وتأتي تصريحات المسؤول الحكومي السويدي عقب مواقف هذا البلد التي تنحو إلى دعم الجبهة الانفصالية في أطروحتها ضد الوحدة الترابية للمملكة، ومن ذلك مصادقة البرلمان السويدي، قبل فترة قصيرة، على قرار يدعو الحكومة إلى الاعتراف "بالجهورية الصحراوية"، فضلا عن تصريحات لوزيرة الخارجية لهذا البلد الأوربي تسير في الاتجاه نفسه.