يبدو أنَّه بات في حُكم المُؤكَّد انشقاق مُمثِّل "البوليساريو" بالسويد٬ عليين حبيب الكنتاوي والتِحاقه بأرض الوطن، حسب ما أكدته جريدة "إيل كورييرو دبلوماتيكو" الإسبانية التي أوردت في خبر لها أمس الاثنين، أن "الكنتاوي وهو أحد قياديي البوليساريو وممثلها بالسويد، انْشقَّ خلال الأيام الأخيرة عن الجبهة بعد أن قام بزيارة لعائلته في العيون في إطار تبادل الزيارات التي تُنظِّمها هيئة الأممالمتحدة". ليبقى الإعلام الرسمي لجبهة "البوليساريو" ملتزما الصَّمت حُيال هذا الخبر الذي يَكتَنِفه الكثير من الغُموض. تعقيبا على الموضوع، قال عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، إنه في حالة تأكُّدَ خبرُ انشقاق عليين الحبيب الكنتاوي، فمن المُتوقَّع أن تكون الدبلوماسية المغربية قد عَمِلت على "استِغلال كامل إمكانيتها لتَوجيه ضربة قويَّة التأثير لإفساد مشروع مسلسل الاعترافات بدول أوربا الشمالية"، مضيفا أن "تحرُّك الديبلوماسية هذا، أثْمَر انشِقاق دبلوماسي كبير من وزن الحبيب الكنتاوي الذي تَمَّت على يديه مُصادقة البرلمان السويدي بالإجماع على قرار يدعو الحكومة إلى الاعتراف الرسمي بما يسمى "الدولة الصحراوية" " يقول الفاتحي. البرلمان السويدي والحَرج السياسي وأضاف المُحلِّل، في تصريح ل"هسبريس"، أن قوة هذه الفَرضية تزداد بحجم صدمة الدبلوماسية المغربية من قرار اعتراف البرلمان السويدي بدولة البوليساريو، وممَّا يحمله هذا القرار من تداعيات اعترافات مُماثلة يمكن أن تتَسَرَّب إلى برلمانات باقي الدول الاسكندافية كآيسلندا والدنمارك وفنلندا والنرويج، إضافة إلى المناطق التابعة لهم كأولاند وغرينلاند وجزر الفارو. معتبرا أن لهذا الانشقاق الكثير من التداعيات المكلفة لمصداقية جبهة "البوليساريو" ارتباطا بالحرج السياسي الذي سيَعيشٌه البرلمان السويدي الذي سقط تحت تأثير الدعاية الانفصالية للجبهة، وما سيَترتَّب عن ذلك من إعادة مراجعة الفعاليات الحزبية والسياسية بهذا الفضاء الإقليمي لحساباتها من أطروحة الانفصال التي تتبناها "البوليساريو". وأوضح المُتحدث أن ذات القرار يُعدُّ مُنعطَفاً حاسما يُنهي أي مبادرة من شأنها التفكير في مسعى الاعتراف بدولة وهمية غير معترف بها في الأممالمتحدة، مع حمولة من الإشارات السياسية إلى أية دولة أخرى قد تفكر هيأَتُها في الاعتراف بكيان الجبهة، إضافة إلى وَأْد مشروع البوليساريو المُستقبلي القاضي بالتَّوجه إلى الأممالمتحدة لطلب عُضويَّة مراقب في منظمة الأممالمتحدة. الانشقاق..انهيار لمصداقية "البوليساريو" من جهة أخرى، أشار الفاتحي إلى أن انشقاق الكنتاوي، سيعمل على تقوية الموقف التَّفاوُضي الخاص بالحكم الذاتي أمام تداعيات انهيار مصداقية "جبهة البوليساريو"، وتضييق الخناق أكثر على خطابها الانفصالي، وخَلْق مزيد من الارتباك يَنْضافُ إلى الولادة العسيرة للائحة التمثيل الدبلوماسي لجبهة البوليساريو التي أصدرتها مؤخرا. وخَلُص الخبير في قضايا الصحراء في نهاية حديثه ل"هسبريس"، إلى أن "قرار إنهاء مهام قيادي الجبهة بالسويد كدبلوماسي والاستقرار بمدينة العيون، سيُحرِّض العديد من المُحتجزين على العودة إلى أرض الوطن التي أصبحت عادة تتوالى مع انطلاق برنامج الزيارات العائلية لتقرر بعدها العديد من الأسر الصحراوية الاستقرار بالمغرب بدل العودة إلى مخيمات تندوف".