صعدت أسهم البطل المغربي والعالمي في رياضة "الكيك بوكسينغ"، بدر هاري، بقوة في الآونة الأخيرة، حيث يبدو أنه بات حريصا على أن يمحو عنه تلك الصورة السابقة المرتبطة بالبطل المتهور المحب للضوضاء واختلاق المشاحنات، وصار أكثر روية ونضجا، بل أضحى "مثالا" في البذل والعطاء والعمل الاجتماعي. وظهر هاري وهو يحمل بين يديه خرفانا بمناسبة عيد الأضحى، بلغت زهاء 200 كبشا منحتها مؤسسته الاجتماعية إلى عدد من الأسر المغربية الفقيرة، خاصة بمدينة القنيطرة التي له معها علاقة وجدانية خاصة، وهي المبادرة الإنسانية التي أدخلت السرور إلى قلوب الكثير من النساء الأرامل والأطفال اليتامى الذين وجدوا في هاري "بطلا اجتماعيا" قبل أن يكون بطلا رياضيا. ولامس هاري شغاف قلوب العديد من المغاربة عندما شوهد وهو يرفع الأكباش بين يديه القويتين اللتين طالما أسقط بهما خصومه في منافسات رياضية كثيرة بالضربة القاضية، وحوله كان أطفال يرمقونه بكثير من الإعجاب والدهشة، فتحول بالنسبة لهم إلى مثال البطل الرياضي الذي لا ينسى جذوره وانتماءاته الاجتماعية الأولى. وليست بادرة توزيع خرفان الأضحى الأولى بالنسبة لبدر هاري، بل إنه يحرص كلما عاد إلى وطنه بعد جولاته العالمية التي يخوض فيها نزالاته الرياضية، على أن يشاطر الفئات الاجتماعية المقهورة بعضا من معاناتها، من قبيل معانقته لنزلاء السجون، فقد زارهم في القنيطرة، ودعاهم إلى التمسك بالأمل، وذكرهم بأنه مر من تجربة السجن، قبل أن يحقق حلمه ويبلغ المجد الرياضي.