بالرغم من أن محتوى اللحوم من البروتينات كبير، إلا أن استهلاكها فوق الحد المسموح به يزيد من تخزينها داخل الجسم البشري على شكل شحوم ما قد يسبب الإصابة بالكوليسترول والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، وفق إفادة الدكتور عبد اللطيف بور، خاصة حين تعمد بعض الأسر المغربية إلى استهلاك اللحوم لأسبوعين متتاليين بعد عيد الأضحى المبارك. ولفت رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية ضمن حديثه لجريدة "هسبريس"، إلى أن الكبد والأمعاء والمخ من أكثر أعضاء الأضحية المشبعة بالكوليسترول والدهون، ناصحا من لم تُظهر فحوصاته الطبية إصابته بفقر الدم بشرب الشاي بعد أكل اللحوم وتفادي الشاي المليء بالسكر الأبيض الذي يصفه الدكتور بور ب"السموم". وأوصى الأستاذ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بتناول الطماطم الغنية باللّيكوبّين التي تساهم في توقيف الانشطار غير المنظم للخلايا والحد من إمكانية الإصابة بالسرطان، إضافة إلى استهلاك البصل المحتوي على"لا لينيِّين" التي تتفاعل مع مكروبات الأمعاء وتدعم وظائفها. زيادة على تناول الحامض و"القزبر والمعدنوس" ذات المزايا المفيدة للجسم و لعملية الهضم، مع ضرورة الإكثار خلال هذه الفترة من تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية خاصة الخضر والفواكه التي تساهم في طرد الكوليسترول الضار والسكر من الجسم، فضلا عن محاربة الجذور الحرة. وأشار أخصائي التغذية، إلى أن كمية البروتينات الكبيرة المتواجدة في اللحوم، تزيد من معاناة الكلي وتدفع إلى الإصابة بالقصور الكلوي، كما تزيد من حمضية الدم ما يجعل الجسم يلجأ إلى الكالسيوم ليُعيد الدم إلى معدله الطبيعي ما يعرض الجسم لهشاشة العظام ومرض "الجلالة". موضحا أنه لا فرق بين لحم الماعز والكبش من ناحية الكوليسترول، إذا لم يكن العنزي يرعى في الجبال مع عمر يقل عن12 شهر. وأبرز البروفسور، أن نصف كأس من المخ، يحتوي على 2200 مليغرام من الكوليسترول ما يعادل 7 أضعاف من احتياج الجسم لهذه المادة، موضحا أن استهلاك اللحوم بطريقة غير معتدلة في غياب تناول الخضر والفواكه يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، والكوليسترول الضار وارتفاع الضغط الدموي والرفع من احتمال الإصابة ببعض السرطانات بالأخص منها سرطانات القولون، محذرا من حرق اللحم أثناء عملية الشواء حيث يتحول اللحم المحروق إلى " أمينات الحلقية غير المتناسجة" والتي تسرع الإصابة بالسرطان. وينصح الدكتور بور، بالتنويع في تناول الفواكه والخضر خاصة الخضر ذات الأوراق الداكنة، وشرب الكثير من الماء للتخفيف عن الكِلي، وممارسة النشاط البدني أقله المشي مدة عشرين إلى 30 دقيقة في اليوم، والابتعاد عن المشروبات الغازية تفاديا للرفع من نسبة السكر في الدم.