لم ينته بعد الجدل الدائر حول قصة ابتزاز إريك لوران وكاثرين غراسيي للملك محمد السادس ومطالبته بثلاثة ملايين أورو مقابل عدم نشر كتاب حول القصر، إذ قالت وسائل إعلام فرنسية، منها إذاعة فرنسا الدولية، إن تسجيل الحوار الأول الذي دار بين لوران ومحامي القصر الملكي، جرى تعديله، غير أن ذلك لا يعني تأكيد وجود عملية توضيب لهذا الحوار الذي أرسله المحامي للسلطات الأمنية الفرنسية. وقد تبين للشرطة العلمية الفرنسية أن المحامي هشام الناصري لم يحتفظ بالنسخة الأصلية للتسجيل الذي أجراه بشكل سري بواسطة هاتف أيفون يوم 11 غشت مع إيريك لوران، إذ قال المحامي للمحققين إنه حوّل مقطع التسجيل إلى حاسوبه، ثم اشتغل عليه بأن حسّن من جودة الصوت قبل أن يقدمه للشرطة، بيدَ أن المشكل يكمُن في أن المحققين لم يستطيعوا التأكد من دقة الأحداث بالاستناد إلى نسخة التسجيل التي استمعوا لها. ويضيف موقع إذاعة فرنسا أن الخبرة التي أجرتها الشرطة العلمية والتقنية على التسجيل الذي يُطالب فيه لوران بثلاثة ملايين أورو، بيّنت عدم وجود أدلة ملموسة على عملية توضيب، غير أن البرنامج الذي استعان به المحامي عندما اشتغل على المقطع في حاسوبه، وهو "أدوب أوديشن سي إس 6"، يمكّن كذلك من حذف بعض الأدلة والآثار ل"تعديلات محتملة". وكان إريك لوران وكاثرين غراسيي قد اعترفا، سواء لمحققي الشرطة أو لبعض وسائل الإعلام الفرنسية، حقيقة طلبهما المال من القصر الملكي كي لا ينشرا كتابًا استقصائيًا، كان من المقرّر أن يصدر بداية العام القادم، حول المغرب والمؤسسة الملكية، غير أن لوران، حاول أن يدفع التهمة عنه، بالقول إنه لم يقم سوى بقبول عرض قدمه له محيط القصر من أجل عدم نشر الكتاب، وهو ما جرّ عليه انتقادات واسعة، بما أنه يحاول إبعاد تهمة "الابتزاز" عنه بتهمة أخرى لا تقلّ خطرًا وهي "الارتشاء". ورغم أن هذا المستجد في التحقيقات قد يلعب لصالح دفاع إيريك لوران وكاثريين غراسيي، يتحدث موقع مجلة "لوبوان"، إلاّ أن التسجيل الأخير الذي أجراه محامي القصر الملكي تحت مراقبة الشرطة الفرنسية، يحتوي على معلومات أكثر خطورة تُدين بشكل واضح الصحافيان الفرنسيان، بما أنه تم خلال الحوار الأخير، تسليم مبلغ مادي ب80 ألف أورو كمقدم عن المبلغ الإجمالي الذي جرى تقليصه إلى مليوني أورو، فضلًا عن توقيع عقد بين الطرفين، يضمن صمت الصحافيان المعنيان. وكانت فضيحة الابتزاز التي قام بها لوران وغراسيي قد هزّت عرش الصحافة الفرنسية، خاصة لمكانة الصحافيين، فإيريك لوران الذي نال تقاعده قبل سنوات، له مسيرة إعلامية مشرقة حاور خلالها الكثير من زعماء العالم، منهم الملك المغربي الراحل الحسن الثاني في كتاب "ذاكرة ملك"، كما له الكثير من الكتب الاستقصائية حول السياسة الدولية، أما غراسيي، فقد سبق لها أن ساهمت في تأليف كتاب "حاكمة قرطاج" حول ليلى الطرابلسي، زوجة زين العابدين بن علي، فضلًا عن تأليف الاثنين لكتاب مشترك حول الملك محمد السادس تحت عنوان "الملك المُفترس".