اختتم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مساء اليوم الأحد، زيارته الرسمية إلى المغرب، والتي دامت ليومين، بالإعلان عن "نجاح" زيارته، وإرساء المصالحة السياسية بعد الأزمة التي طالت العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي استمرت مدة عام، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها. وأفاد هولاند بأن لقاءه بالملك محمد السادس تمحور خصوصا حول ملفي الأمن والاقتصاد، وذلك خلال الندوة الصحفية التي نظمها هولاند مساء اليوم بميناء طنجة المتوسطي، والتي كانت مناسبة لمعرفة رأي رئيس الجمهورية في قضية "ابتزاز" الملك من طرف صحفيين فرنسيين. توشيح الحموشي ساكن قصر الإليزيه أكد أن اجتماعه مع العاهل المغربي انصب على قضية الأمن والإرهاب، ومجريات الأحداث في سوريا، مضيفا بأن الطرفين اتفقا على تقوية التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية والفرنسية، لمواجهة الخلايا الإرهابية التي تنشط في المنطقة. وشدد هولاند على أن التعاون الأمني بين البلدين هو الضامن الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار، قبل أن يجيب عن سؤال صحفيين بشأن توشيح عبد اللطيف الحموشي، مدير إدارة مراقبة التراب الوطني، والذي تداولت منابر إعلامية دولية ووطنية معلومات عن توشيحه من طرف الرئيس الفرنسي. الرئيس الفرنسي أكد أن التوشيح لم يكن ضمن أجندة زيارته إلى المغرب، مشيرا إلى أن عملية التوشيح مازالت قائمة، وستتم "عندما تكون الأمور جاهزة"، رافضا إعطاء المزيد من المعلومات حول توشيح المدير الحالي لإدارة الأمن الوطني. ابتزاز الملك زيارة هولاند إلى المغرب تزامنت مع الزلزال الذي أحدثه تورط الصحفيين الفرنسيين إيريك لوارن، وكاترين غارسييه، في الساحة الإعلامية الدولية، وهو ما دفع ممثلي الصحافة الفرنسية الذين رافقوا هولاند خلال زيارته إلى المغرب لإثارة هذه القضية المثيرة للجدل. هولاند أكد في هذا الصدد أن القضاء في فرنسا "مستقل"، كما أن الصحافة الفرنسية تتمتع ب"الحرية"، ويمكنها أن تناقش جميع الملفات، شريطة توفرها على معلومات ومعطيات دقيقة ومضبوطة"، مبرزا في ذات السياق أن العدالة هي التي ستقول كلمتها في الملف. وأضاف حاكم "الإليزيه" بأن اعتقال الصحفيين دليل على أن القضاء الفرنسي قام بدوره، وحقق في المسألة، واتخذ القرار بناء على المعطيات التي توفرت لديه"، كاشفا في الوقت ذاته عن كون "قضية الابتزاز كانت موضوع نقاش بينه وبين الملك محمد السادس". الثقة والإسلام الفرنسي مصطلح "الثقة" كرره هولاند مرات عديدة خلال ندوته الصحفية، وقال إن الهدف من زيارته كان تعزيز الثقة بين البلدين، مردفا أن الثقة بين البلدين تظهر في العديد من المؤشرات، من بينها أن فرنسا تعتبر المستثمر الأول في المغرب، وعدد كبير من الفرنسيين يعيشون في المغرب، ويتمتعون بالأمن والسلام"، ونفس الأمر بالنسبة للمغاربة المقيمين في فرنسا.. ومن المؤشرات الأخرى التي ساقها هولاند للتدليل على العلاقات الجيدة التي تجمع بين البلدين، هو استمرار تعليم الفرنسية بالمغرب والحفاظ عليها في النظام التعليمي، بالإضافة إلى اعتماد باريس على المغرب في مجال تكوين الأئمة، "وذلك حتى نتوفر على إسلام فرنسي". الملك في فرنسا وكشف الرئيس الفرنسي أنه اتفق مع الملك محمد السادس على أن يشارك في القمة العالمية للمناخ التي ستستضيفها العاصمة الفرنسية خلال شهر دجنبر المقبل، مشيرا أن هذه الزيارة هي دلالة على التزام المملكة بالحفاظ على البيئة، وستكون فرصة حتى يسلم للعاهل المغربي رئاسة القمة العالمية للمناخ للسنة المقبلة بمدينة مراكش.