حاول جزائري إشعال النيران في ذاته أمس الأحد أثناء احتجاج للمطالبة بتوفير المزيد من الوظائف أمام وزارة العمل في العاصمة. وتقول جماعات المعارضة الجزائرية انها سترغم الحكومة على الاستقالة الا أن محللين يقولون ان من غير المرجح أن يكون هناك تمرد لان المسؤولين بإمكانهم استخدام عائدات صادرات الطاقة لحل المشاكل. وأثناء الاحتجاج أمام مبنى وزارة العمل الذي شارك فيه نحو 30 شخصا وصل رجل وسكب البنزين على جسده ثم حاول اشعال النيران في ذاته مستخدما قداحة. وقال مصور رويترز الذي كان متواجدا في مكان الاحتجاج ان صحفيا يقف بالجوار تمكن من اسقاط الرجل على الارض قبل أن يشعل النيران في ذاته. وأدخلت الشرطة بعد ذلك الرجل داخل مبنى الوزارة. وكانت موجة من الاحتجاجات في تونس والتي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي بدأت بعد اشعال شاب عاطل النيران في ذاته احتجاجا على معاملة السلطات له. ومنذ ذلك الوقت وقعت سلسلة من محاولات احراق النفس في شتى أنحاء العالم العربي بما في ذلك في الجزائر. ووفقا للارقام الرسمية فان معدل البطالة بالجزائر حوالي عشرة بالمئة في حين أن نسبة العاطلين من الشبان أكثر من ضعف هذه النسبة. وتساءل أحد منظمي احتجاج أمس الاحد عما يفعله الموجودون بالسلطة موضحا أنهم لا يستحقون شغل مناصبهم. واستطرد "اذا لم تبذل الحكومة جهدا بخصوص هذا الامر (تقليل البطالة) فستقترب الكارثة. ما حدث في مصر وتونس يمكن أن يحدث هنا اليوم." ويبلغ احتياطي الصرف الاجنبي بالجزائر نحو 150 مليار دولار وليست لديها ديون خارجية وتتوقع أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي أربعة بالمئة عام 2011 الا أن الاقتصاد الذي يهيمن عليه قطاع النفط والغاز لا يوفر الا القليل من الوظائف. وتعهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يسعى للحيلولة دون كسب دعوات المعارضة لتنظيم احتجاجات قوة دفع الاسبوع الماضي بمزيد من الحريات والديمقراطية وأمر الحكومة باتخاذ خطوات لتوفير وظائف جديدة. وقال ائتلاف من هيئات المجتمع المدني وبعض النقابات وبعض الاحزاب السياسية الصغيرة انه لا يثق في تعهدات بوتفليقة وسيمضي قدما في تجمع احتجاجي مزمع في العاصمة في 12 فبراير الجاري.