لم يمر يوم تصويت المستشارين الناجحين في الانتخابات الجماعية، التي شهدها المغرب يوم الرابع من شتنبر الجاري، على رؤساء الجماعات، دون تسجيل مفاجآت وصفت بالكبرى، وذلك بعدما جمعت تناقضات أثارت الكثير من الجدل في الحملة الانتخابية وبعد إعلان النتائج. أولى المفاجآت "المزلزلة" جاءت من قلعة حميد شباط السابقة، مدينة فاس، فبعدما أعلن أمس الاثنين الأمين العام لحزب الاستقلال، انسحابه من التنافس على رئاسة الجهة، في مواجهة الأمين العام للحركة الشعبية امحند العنصر، جاء اليوم ليعلن انسحابه من منافسة العمدة المنتخب عن حزب العدالة والتنمية إدريس الأزمي الادريسي. وجاء القرار الذي شكل مفاجأة لمتتبعين محليا ووطنيا، قبل يومين فقط من قرار مماثل، تمثل في إعلان حميد شباط فك الارتباط بأحزاب المعارضة، خصوصا حزب الأصالة والمعاصرة، واتجاهه إلى المساندة النقدية برلمانيا للحكومة، التي يقودها خصمه السياسي عبد الإله بنكيران، الذي دخل معه في مواجهة مفتوحة منذ تزعمه لحزب "سيدي علال". المفاجأة الكبرى في انتخابات عمدة فاس الجديد الوزير المكلف بالميزانية الأزمي، لم تكن انسحاب الأمين العام لحزب الميزان من التنافس على العمودية، بل إعلانه التصويت لصالحه ومعه 19 مستشارا من حزبه، وتأكيده أنه سيساند المكتب المسير للمدينة العلمية، ووضع تجربته تحت تصرف حزب المصباح في تسييرها. من جهة ثانية سجل انتخاب رؤساء الجماعات مفاجأة لا تقل أهمية عن دعم شباط للأزمي، وهي تصويت رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، لصالح منافسه عن حزب العدالة والتنمية محمد ادعمار، بعد معركة تكسير العظام التي قادها الطرفان قبل أيام. وجاء هذا التصويت بعدما دخل الحليفان في حرب كلامية غير مسبوقة، سيكون لها انعكاسات على الأغلبية الحكومية، حيث اتهم فيها الحزب الحاكم حليفه في الحكومة المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالابتزاز، مقابل رفض الثاني ذلك واعتبار أن حزب المصباح لم ينسق معه أصلا. وفي الوقت الذي كانت كل التخمينات تقول بأن الطالبي العلمي سيدخل غمار المنافسة على رئاسة مدنية تطوان، مدعوما بمستشاري حزب "البام"، بعدما دخلت قيادته السياسية على خط التحالف الذي أبرموه مع إدعمار، واتهامه باختطافهم، إلا أن المفاجأة كانت تمسك أعضاء الأصالة والمعاصرة بمرشح "البيجيدي" وتصويتهم لصالحه. ورغم أن أعضاء التجمع الوطني للأحرار، صوتوا لصالح مرشح "البام" على مستوى الجهة، إلا أن الحزبين مجتمعين خلقا المفاجأة، وصوتا لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية، ليتم انتخاب محمد إدعمار رئيسا لمجلس مدينة تطوان لولاية ثانية، بعد أن صوت لصالحه 53 مستشارا، حائزا بذلك على إجماع مستشاري المجلس.