رغم احتلاله المركز الثاني في انتخابات المجالس الجهوية ب 132 مقعدا، مقابل 174 مقعدا للمتصدر حزب العدالة والتنمية، فإن حزب الأصالة والمعاصرة استطاع اكتساح زعامة الجهات المغربية، وذلك بعدما فاز مرّشحوه برئاسة خمس جهات من بين 12، بينما لم يفز "المصباح" سوى بجهتين اثنتين. وحسب نتائج التصويت على مكاتب مجالس الجهات، فقد حصل حزب الأصالة والمعاصرة على الرئاسة في جهة الدارالبيضاء- سطات على يد أمينه العام مصطفى بكوري، وفي جهة مراكش- آسفي على يد أحمد اخشيشن، وكذلك في جهة بني ملال- خنيفرة بواسطة ابراهيم مجاهد، زيادة على جهة طنجة- تطوان بفضل إلياس العماري، وجهة الشرق- الريف بواسطة عند النبي بعيوي، رغم وجود نقاش كبير حول إمكانية وجود حالة التنافي في ترشحه. وحسب نتائج التصويت، فقد اتضح أن "انقلاب" حزب الاستقلال على الأصالة والمعاصرة، وإعلان مساندته النقدية للحكومة، لم يكن سوى فرقعة إعلامية، على الأقل ظهرت في نتائج تصويت مجالس الجهات، وذلك بعدما دعّم أعضاء حزب الميزان إلياس العماري في جهة طنجة- تطوان ضد مرّشح حزب العدالة والتنمية سعيد خيرون، وهو ما تكرّر في جهة الدارالبيضاء- سطاتوبني ملال- خنيفرة، وبقية الجهات التي أعلن فيها "البام" فائزا. كما تبيّن أنه بعض مكوّنات الأغلبية لم تعمل على دعم العدالة والتنمية في مسعاه لترؤس بعض الجهات، وهو ما ظهر جليا لدى حزب التجمع الوطني للأحرار في انتخابات مجلس الدارالبيضاء- سطات، حيث ساند عدد من أعضائه، على رأسهم منصف بلخياط، مصطفى الباكوري في مواجهة عبد الصمد حيكر، وكذلك ساند أعضاء حزب "الحمامة" إلياس العماري في جهة طنجة- تطوان، بل حتى أعضاء الحركة الشعبية ساندوا نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في مسعاه. وفي بقية النتائج، فاز عبد الصمد السكال عن حزب العدالة والتنمية برئاسة جهة الرباط- سلا- القنيطرة، والحبيب الشوباني عن الحزب نفسه في جهة درعة-تافيلالت، وسيدي حمدي ولد الرشيد عن حزب الاستقلال في جهة العيون- الساقية الحمراء، وامحند العنصر عن حزب الحركة الشعبية في جهة فاس- مكناس، وعبد الرحيم بن بوعيدة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في جهة كلميمالسمارة، وابراهيم حافيدي عن الحزب ذاته في جهة سوس ماسة، وينجا خطاط عن حزب الاستقلال في جهة الداخلة وادي الذهب. وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية، ميلود بلقاضي، إن اكتساح حزب الأصالة والمعاصرة كان منتظرًا، خصوصًا لتقديمه مرّشحين بوزن ثقيل منهم إلياس المعاري ومصطفى الباكوري وأحمد اخشيشن، ولتوّفره على الأغلبية العددية مقارنة مع مقاعد الائتلاف الحكومي كما حدث في الجهة الشرقية وجهة بني ملال-خنيفرة. أما عن أسباب حصول البيجيدي على جهتين فقط، فذلك يعود حسب بلقاضي إلى ضعف تأثير القياديين الذين ترّشحوا باسمه في مجموعة من الجهات، أو ما أسماه بلقاضي بأزمة "البروفايل"، وهناك كذلك ضريبة المقاعد القليلة التي حصلت عليها أحزاب الائتلاف الحكومي، خاصة التقدم والاشتراكية، في الجهات التي فازت فيها أحزاب المعارضة بالأغلبية، زيادة على تضييع حزب المصباح لجهة كانت في المتناول، هي جهة ماسة-درعة التي زكى فيها مرّشح حزب التجمع الوطني للأحرار.