أكد مصدر مسؤول من حزب العدالة والتنمية بمراكش لجريدة هسبريس، أن عمودية المدينة الحمراء تم حسمها من طرف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وصلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، لصالح لائحة "المصباح". وأفاد مصدر الجريدة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن بعض قيادات حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار عقدوا ليلة أمس، اجتماعا طارئا بالعاصمة الرباط، تناولوا فيه موضوع الحسم في من سيتولى عمودية مراكش. ويبدو أن بنكيران ومزوار قررا دعم عمدة مراكش المقبل من بين أحزاب الأغلبية الحكومية، سواء كان من حزب "المصباح" أو "الحمامة"، غير أن الاتجاه الغالب ذهب إلى أن تكون العمودية بيد حزب العدالة والتنمية، لحصوله على أغلبية مريحة، ما يجعلها منحصرة بين محمد العربي بلقايد، ويونس بنسليمان، وعبد السلام سي كوري، الكاتب الجهوي للمصباح بمراكش. وقال في هذا الصدد أستاذ الحياة السياسية والعلاقات الدولية بكلية الحقوق بمراكش، إدريس لكريني، إن المنطق الديمقراطي يعني أن الناخب وضع المسؤولية على حزب أو مجموعة أحزاب بتصويته بغزارة، مضيفا أن الأمر ليس عشوائيا، إذ يرمي الناخب من وراء ذلك إلى تجديد النخب. وأورد لكريني، في تصريح لهسبريس، أن قرار إسناد عمودية مراكش إلى حزب العدالة والتنمية يحترم حصول لائحة "المصباح" على أغلبية المقاعد، كمؤشر على رغبة سكان مدينة "البهجة" في أن تؤول مسؤولية التسيير لإخوان بنكيران، معتبرا أن المنطق السليم هو أن يتحالف "الأحرار" مع "المصباح"، وتمكين هذا الأخير من الرئاسة. وزاد المحلل قائلا إن التحالفات امتحان وتمرين للأحزاب ما بعد تصويت 04 شتنبر، يمكن أن يشجع على المشاركة في الانتخابات وفي السياسة بشكل عام أو ينفر منها، مسجلا أن تحول الأحزاب المسيرة لمراكش إلى المعارضة سيمنح المدينة دينامكية كبرى، لأنها مطلعة على الملفات الأساسية ولها تجربة ستؤدي إلى تنافس بين حزب يحاول إبراز إستراتيجيته في التدبير، وأحزاب أخرى لها قدرة هائلة على المواكبة. ولفت لكريني إلى أن تحمل "المصباح" مسؤولية تسيير عاصمة النخيل كمدينة دولية، سيتيح له إمكانية واسعة لتحقيق وربح رهان التنمية، خاصة أن أغلبية التسيير ستجد نفسها في وضعية مريحة، مضيفا أن انتماءها إلى جهة لها واجهة على البحر، سيفتح لها بابا واسعا أمام تحقيق التنمية. ونبه الخبير إلى أن التحالف الذي لا يحترم تصويت الناخب، ويحول حزبا حاصلا على أغلبية المقاعد إلى المعارضة، فيه تحايل على إرادة المواطن، مبرزا أنه تحالف شاذ يفرغ التصويت من معناه، لأن المشاركة تروم التأثير في القرار، "وعندما يتم عقد تحالفات شاذة تتدخل فيها المصالح الشخصية الآنية ومنطق المال الحرام، نكون أمام تزوير إرادة الناخب"، يقول لكريني.